بقلم: عبد الله بنحسي الفاعل السياسي وعضو المكتب السياسي لحزب الخضر
راهن كثيرون، ممن اختلطت عليهم قراءة الواقع المغربي بنبوءات العرافة ليلى عبد اللطيف، على أن الخطاب الملكي سيكون إعلانًا صريحًا لحل الحكومة، متناسين النصّ الدستوري الجازم والواضح في هذا الشأن.
لكن الواقع خيّب الآمالهم وبدّد الأوهام التي كانو ينتشون بها، إذ جاء الخطاب مركزًا وفق مقتضى المكان و المناسبة — وبشكل حصري — على توجيه الرسائل إلى نوّاب الأمة في البرلمان، إشادة بما تحقق ودعوة إلى المزيد من الجهد فيما تبقى من عمر الولاية التشريعية.
ولأن الجهات التي تقف وراء ما يُعرف بـ”جيل زِد” وماكينات التحريض القطرية والجزائرية وأذرعها الداخلية من صحافيين و مؤثرين و سياسيين من الإسلاميين و اليسار الراديكالي لن تستسيغ هذا المسار، فمن المتوقّع أن ترتفع وتيرة التحريض، وتتزايد الاتهامات الباطلة، في محاولة لتأليب فئات أخرى من المجتمع و تجييشها (غالبا البسطاء و الفقراء و الأميين بعد فشل الر هان على طبقة Internet junkies ) وخلق سيناريوهات مواجهة تتجاوز عزيز أخنوش وحكومته، نحو استهداف الاستقرار ذاته باستهداف الملكية رمز الاستقرار و ضامنته.
والمغاربة اليوم مدعوون إلى ادراك دقة المرحلة و التحلّي بالرزانة والحكمة، وإلى التمسّك بروح التفاؤل و لزاما على الوزارات و القطاعات الحكومية القيام باجراءات عاجلة يلامس المواطن أثرها في واقع معيشه اليومي من تراجع في اسعار المواد الاساسية و تحسين خدمات المرافق العمومية و محاربة الفقر و البطالة و تغيير عقليات المسيرة للمؤسسات الإعلامية الرسمية المطالبة اليوم بإنتاج خطاب اعلامي مقابل يبرز الوجه المشرق لبلدنا و الاشادة بالمنجز الحكومي في خطة تسويقية تخاطب الجميع كل فئة باسلوبها و خطابها الذي تستسيغه ، بينما الأحزاب السياسية مدعوة الى العمل الجاد في تأطير المواطنين و تشبيب نخبها و القطع مع تأبيد الأمناء العامين في مؤتمرات شكلية و ذلك هو الكفيل فقط بافشال كل المؤامرات والدسائس التي تستهدف المملكة وأمنها واستقرارها.

