الرئيسية أحداث المجتمع دينامية وهبي، بين مطرقة غضب القواعد وسندان الترحال السياسي..

دينامية وهبي، بين مطرقة غضب القواعد وسندان الترحال السياسي..

IMG 20200716 WA0092
كتبه كتب في 16 يوليو، 2020 - 8:51 مساءً

يعيش حزب الأصالة والمعاصرة على إيقاعات العديد من الانتقادات، خصوصا بعد مجموع الزيارات التي قام بها الأمين العام الجديد عبد اللطيف وهبي للعديد من الأحزاب المغربية، والتي كان آخرها حزب العدالة والتنمية الذي يبقى خطا أحمرا عند العديد من مناضلي ومناضلات حزب الجرار، علما بما يمسى من داخل الحزب بخط اليساريين.
دينامية وهبي والتي كان من الممكن أن تنطلق مباشرة بعد المؤتمر الوطني الرابع المنعقد بمدينة الجديدة، وفرملتها الظروف العامة التي تمر بها المملكة المغربية كما باقي دول العالم بسبب جائحة الكوفيد 19، باشرها المحامي المتربع على عرش ثاني قوة سياسة بالبلاد ضدا على رغبة فئة عريضة من قواعد الحزب، ودليلنا على ذلك ما عرفته محطة الجديدة السياسية، حيث تم حرمان العديد من المؤتمرين أعضاء المجلس الوطني من الإدلاء بأصواتهم لصالح هذا المترشح أو ذاك، نذكر على سبيل المثال لا الحصر، المنتسبون للحزب عن جهة فاس مكناس، بالإضافة إلى ثني، وبالقوة، بعض المناضلين عن التعبير عن رأيهم فيما يخص القيادة الجديدة لحزب الأصالة والمعاصرة، ونموذج هذه الحالة القيادي حسن التايقي، ناهيك عن فرض واقع سحب الترشيحات على كل منافسي المحامي، كهشام الصغير وسمير بلفقيه وآخرين كانوا أقل حظوظ من المُشار لأسمائهم.
فرغم الدعم المادي والمعنوي الذي تلقاه عبد اللطيف وهبي من عدد من رموز الحزب ضدا على سياسة الأمين العام السابق ورئيس مجلس المستشارين حكيم بن شماش، اتضحت بعد تحركات الأمين العام الجديد خيوط سياسته الرامية إلى صناعة جيل آخر غير ذلك الذي تركه كل من الياس العمري وحكيم بن شماش، خصوصا وأنه ركز في زياراته الأخيرة سواء تلك التي خص بها بعض أحزاب الأغلبية بحكومة العثماني أو تلك التي ترأسها ببعض الأقاليم المغربية والتي كانت تنتمي لتيار المستقبل بين ألف قوس من المنتخبين من أصحاب “الشكارة”، خصوصا بعد تهميش العديد من الأسماء الوازنة من قبيل خديجة الكور وسمير كودار وخششيشن … بالإضافة إلى بعض القيادات الشابة كجمال مكماني وآخرين… وإقصاء مديري وسياسيي الحزب بكل الأقاليم التي زارها.
تداعيات ومخلفات المؤتمر الوطني الرابع، وتحركات وهبي غير المحسوبة، وديناميته من داخل إطار الحزب، وتصريحات قيادات حزب المصباح الماسة بشرعية عدو الأمس وصديق اليوم، فرضت على عدد من قيادات حزب الجرار الوازنة مغادرة الحزب أو التفكير في ذلك، وهو الأمر الذي ستكشف عنه الأيام القليلة القادمة، وبهذا الصدد تسربت لائحة طويلة تضم العديد من الأسماء التي قد تغادر الحزب إلى وجهات سياسية متعددة، والمرتبطة بتاريخ هذا الحزب القصير، إذ لم يكلف أحد منها نفسه عناء تكذيب هذا الخبر، مما يعني أن رحلة الصيف غير بعيدة، وقد يكون جزء كبير منهم قد رتب ظروف رحيله وينتظر فقط الوقت المناسب لذلك.
آخر لقاء نظمه عبد اللطيف وهبي بمقر الحزب في إطار الدينامية السياسية الخاصة به، ذلك الذي جمع عددا من الوجوه الغريبة عن الحزب، في نظر قدمائه، باستثناء رئيسة المنظمة نجوى كوكوس التي فرضها الأمين العام المستقيل إلياس العمري على شباب المنظمة قسرا، وهي التي لم تقدم قيد أنملة للجنتها التحضيرية التي كانت تضم خيرة شباب الحزب باستثناء أولائك الذين قبلوا بصفقة الزعيم المخلوع، رغم أن استقالته من الأمانة العامة للحزب ومن تسيير جهة طنجة تطوان قد تحسب له، خصوصا وأن ذلك قد يُعزى إلى رفض إلياس العمري التطبيع مع حزب العدالة والتنمية خلال نسخة البام الرابعة أو مرحلته الرابعة، وهو الطعم الذي بلعه وهبي وعبر عنه قبل وبعد توليه قيادة سفينة الحزب، وجلب له العديد من الانتقادات.
وضع الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة نفسه في موقع لا ولن يُحسد عليه، وضع جعل مما تبقى من تيار الشرعية يعودون لمنطوق مجموعة من خطابات حكيم بنشماش، وضع عرف يساريو الحزب كيف يستغلونه لتذكير أمينهم العام الجديد بمرجعية وهوية الحزب، خصوصا وأن حزب الأصالة والمعاصرة خُلق لوضح حد لزعامة حزب المصباح واختراق السواد الأعظم من العازفين عن السياسة والعمل الحزبي الذي بات مبلقنا بعد تربع مجموعة من القيادات الفاشلة على عرش عدد من الأحزاب الأخرى كحزب الاتحاد الاشتراكي وحزب التقدم والاشتراكية وحزب التجمع الوطني للأحرار …
والحال، هل منح حزب الأصالة والمعاصرة فرصة أخرى لحزب العدالة والتنمية لإعادة ترتيب أوراقه؟ هل ينجح عبد اللطيف وهبي في ما فشل فيه غيره؟ هل يمتلك الأمين العام الجديد القدرة عن رأب صدع الحزب والحد من نزيف الرحيل؟ هل يقوى زعيم تيار المستقبل على إرضاء جميع قيادات حزبه خصوصا وأن المكتب السياسي لم يُشكل بعد؟ هي أسئلة وأخرى ستجيبنا عنها الأيام المقبلة من هذه السنة الانتخابية.

مشاركة