بقلم : الاستاذ جواد بوير
باحث في القانون
منذ ظهور وباء كورونا والدولة المغربية تتخذ إجراءات صارمة وجريئة لاحتواء الداء بدء بوضع المرافق الصحية رهن اشارة المواطنين المشكوك باصابتهم بالمرض وتبليغ الرأي العام المغربي بكل حالة إصابة والاجراءات المتخذة لعلاجها ،الغاء الدراسة بجميع المستويات وبكل المؤسسات التعليمية ،الغاءالرحلات الجوية وكذا جميع التظاهرات الرياضية والثقافية ،منع جميع التجمعات التي تفوق 50 شخصا ،تأجيل مباريات التوظيف العمومية ….
وهي كلها تدابير استباقية نهجتها بلادنا في المرحلة الاولى أي مرحلة الكشفأقل من50 حالة مؤكدة كل ذلك إن دل على شيء فإنما يدل عن حرص مؤسسات البلاد على صحة مواطنيها بالاضافة الى إجراءات أخرى احترازية تتجلى في غلق جميع المقاهي والمطاعم والقاعات السينمائية والمسارح وقاعات الالعاب والقاعات الرياضية وقاعات الحفلات والأندية والحمامات وملاعب القرب في وجه العموم إلى إشعار آخر ،وفي المقابل حرصت الدولة على توفير الخدمات والعروض الكافية المتعلقة بالتموين المستمر والمنتظم للسوق الوطنية بالمواد الاساسية.
كل هذه الاجراءات الاستباقية جعلت العديد من الدول تعترف بالجهود المبذولة من قبل مملكتنا الشريفة مقارنة بأعظم الدول إلا أن الملاحظ كون الطرف المعني بكل هذه الهلمة غير واع بما يحيط بنا إما لجهله أو عدم إدراكه خطورة الموقف الذي يعيشه العالم من حوله و يجابه تلكم الاجراءات بنوع من السخرية والسخط غير المبررين تجده يزبد ويرغد في حق المسؤولين في القاء اللوم على جهازنا الصحي وقلة امكانياته ناسيا او متناسيا بأن الوباء فتك بأعظم دولة في العالم وامكاناتها ،أعمته أنانيته أو غريزته في البقاء على قيد الحياة هارعا إلى الاسواق لاقتناء ما لا يحتاجه ويحتاجه غيره من سكريات ومواد حافظة ولو كلف نفسه عناء البحث في المواقع الالكترونية التي يلجها لاشباع غريزته عن فيروس كورونا سيجد بأن أغلب المواد الغذائية التي اقتناها من الاسواق وتهافت عليها تغذي الفيروس برفع نسبة الكليكوز في الجسم بدلا من توفير المناعة له.
نسي بأن العدوى تنتقل من الطرف الآخر والحماية التي توفرها لنفسك باقتناء جميع مواد التنظيف والمعقمات ستأتيك من شخص لم تترك له صابونة بسبب انانيتك .
تعليق الدراسة بالمدارس والجامعات المغربية هو إجراء وقائي وليس عطلة تخول لك اصطحاب ابناءك والسفربهم للاستجمام والاختلاط بالناس جلوسك واياهم في البيت يحميك ويحميهم تصفح مواقع التواصل التي وضعتها المصالح التربيوية وراجع مع ابنائك دروسهم.
بالله عليك كيف تفسر ادخار السلع الغذائية في بيتك وتقضي جل وقتك بالمقاهي والمطاعم ألا يعد هذا ضربا من ضروب السفه الذي يقتضي اعمال الحجر في حقك.
بالله عليك ما الذي يدفعك إلى عدم التقيد بالتوجيهات الصادرة عن المصالح المختصة حماية لك ولغيرك ،ما الذي يدفعك للتشنج في حق وطنك بتدابير بسيطة في شكلها عميقة في جوهرها تحد نسبيا من انتشار العدوى.
اما آن الأوان ان تغير سلوكك وتعبر عن وطنيتك !؟
جواد بوير
باحث في القانون