صوت العدالة – صباح لحسيني/ مكتب الخميسات
عرفت منطقة زعير بروز العديد من الجمعيات بشتى أنواعها ، نتيجة التغييرات الهامة التي جدت على المنطقة تحت تأثير الضغوط الاجتماعية والاقتصادية من جهة ، والحراك السياسي التي أصبحت تعرفه المنطقة المطالبة للتغيير من أجل حياة أفضل من جهة أخرى، مما برز على أرض الواقع مبادرات جادة لبعض الجمعيات قد اتخذت أشكالا متنوعة يبقى معظمها يغلب عليه الطابع الاجتماعي المحض، ولعل جمعية النجدة للتنمية البشرية بجمعة مول البلاد تبقى من الجمعيات البارزة التي تتطوع و بكل جهد للرفع من التنمية للمنطقة ، فهل استطاعت هذه الجمعية ببرامجها الهادفة أن تلبي الأدوارالمرجوة منها ؟
إذا كانت جمعية النجدة للتنمية البشرية بجمعة مول البلاد من الجمعيات الناجحة بأرض زعير والتي تشتغل باستمرار على طول السنة من أجل أهداف نبيلة سامية تدخل في إطار مساعدات إنسانية للطبقة الهشة والتي تتوفر عليها المنطقة بكثرة، فهذا مرتبط بكل تأكيد بالمورد البشري المثقف والمتحد والمؤمن بقضية منطقته، لأننا نعرف جيدا أن جمعية النجدة للتنمية البشرية لم تنجح في مهامها وأهدافها إلا وهي تتوفر على الانسجام والكفاءة والتأهيل ، فهل يمكن لأي جمعية أن تنجح في مسيرتها وهي تفتقر إلى ذلك ؟
النتائج والتميز التي حققته جمعية النجدة للتنمية البشرية لم يأتي فجأة ، بل بعد العمل المتواصل الجاد، فعندما يكون عشق الأرض وحب الانتماء حاضرا وعندما يكون الحماس والإصرار في البحث عن حلول غائبة لمنح مساعدات ومساعدات , بل عندما تربط رئيس الجمعية الدكتور لغريب بالمنطقة علاقة عواطف حالمة، وحب، وتضحية من أجل إسعاد الآخر ، لا بد من الافتخار بوجود مثل هذه الجمعية التي أكثر ما تركز عليه هو السمات الاجتماعية ليبقى ما عايشناه من مبادرات ليشهد على مستواها التنظيمي العالي.
قد تكون الرغبة على الإنتاجية والعطاء هي القوة الغير المتناهية التي يتصف بها الدكتور لغريب محمد رئيس جمعية النجدة للتنمية البشرية بجمعة مول لبلاد، وقد يكون الهاجس بتدبير مستقبل جماعة وتنميتها هو من ساهم في تكسير كل القيود في سبيل التحرر من عدة إكراهات قد تعيق أي انطلاقة نحو مستقبل واعد ، فضعف الاستثمارات في المنطقة وقلة المبادرات والوضعية الصعبة التي تعيشها فئة عريضة من سكان جمعة مول البلاد، هو من حرك الدكتور لغريب في بدل جهود كثيرة لإتاحة المجال للساكنة للاستفادة من بعض المبادرات الاجتماعية كحملات اعدار الأطفال الذين ينحدرون من أسر معوزة، وكدا المساعدات في الأعياد والمناسبات كمبادرة قفة رمضان الذي اعتادت الجمعية منحها لمجموعة كبيرة من العائلات الفقيرة، زيادة على الحملات الطبية وحتى الجراحية منها والتي يساهم فيها الدكتور الغريب بكل وسائله المادية والبشرية لإنجاحها لتبقى كلها حملات تطوعية استحسنتها كل ساكنة زعير لأنها أدخلت الفرحة والابتسامة في العديد من الأسر، كما أراحتهم من هاجس تكاليف التنقل ومصاريف العلاج التي تثقل كاهلهم .
لا أحد ينكر أن جمعية النجدة للتنمية البشرية بجمعة مول لبلاد قد تأسست كاستجابة لرغبة جامحة من اجل إنعاش العمل التطوعي الخيري، فجمعية بهذا المستوى والتي تحول الصعب إلى السهل ضمن تطويع الظروف لتحقيق مبادرات أرقى قد يحول أي تقهقر أو فشل أو إجهاض حقيقي لأي مشروع جمعوي إلى أخر واقعي وناجح وقائم بذاته، كوسيلة للتنمية وكوسيلة يشعر من خلالها كل منخرط في جمعية النجدة للتنمية البشرية بجمعة مول لبلاد أنه إنسان ايجابي وازن له إرادة فعالة.
إن التنمية الحقيقية التي نحتاجها كمجتمعات نامية ، هي تنمية المبادرات الهامة والهادفة التي ، تجمع بين الخبرة والكفاءة ، وبين الإصرار والعزيمة كل ذلك يساهم بلا ريب في تقديم الأجود والأفضل.