الرئيسية غير مصنف خلافات حادة داخل حزب الحركة الشعبية بسبب تصريحات أوزين عن منطقة الريف

خلافات حادة داخل حزب الحركة الشعبية بسبب تصريحات أوزين عن منطقة الريف

2761ADB9 6AD0 4144 83D3 597918D40812
كتبه كتب في 13 أكتوبر، 2024 - 12:54 مساءً

صوت العدالة: محمد زريوح

كشفت مصادر مطلعة للجريدة الإلكترونية”صوت العدالة” عن تصاعد التوترات والخلافات داخل حزب الحركة الشعبية، حيث اندلعت مواجهات حادة بين الأمين العام للحزب، محمد أوزين، وبعض مستشاري الفريق الحركي في مجلس المستشارين، على خلفية اتهامه بإلقاء “خطاب عنصري” ضد منطقة الريف. وتأتي هذه التطورات في وقت حرج، إذ يسعى الحزب إلى ترتيب أوضاعه الداخلية وتقوية تماسكه قبل المحطات السياسية المقبلة.

وأوضحت المصادر أن الأزمة بدأت خلال اجتماع الفريق الحركي الذي عُقد بهدف اختيار ممثل للحزب داخل مكتب مجلس المستشارين. وكان هناك توافق أولي بين أوزين وأعضاء الفريق الحركي على اختيار ممثل من بين اثنين: نبيل اليزيدي من الحسيمة أو المهدي عثمون، النائب الحالي لرئيس المجلس. وبحسب المصادر، كان التوجه السائد بين المستشارين هو اختيار نبيل اليزيدي، في محاولة لإعادة كسب ثقة أعضاء الريف المنسحبين وإعادة دمجهم في صفوف الحزب، وذلك في إطار جهود ترميم العلاقة بين القيادة وأعضاء الحزب المنحدرين من منطقة الريف.

غير أن أوزين فاجأ الجميع بتدخله في اللحظة الأخيرة، مدعيًا أنه تلقى مكالمة من “السلطات العليا” تطالبه بضرورة تزكية يحفظه بنمبارك نائبًا لدعم مصلحة البلاد وقضية الصحراء. هذا التدخل المفاجئ أثار استياء المستشارين، حيث طالب بعضهم بالتحقق من صحة الأمر مباشرة من وزير الداخلية، لكن أوزين رفض ذلك، ما جعلهم يشككون في مصداقية تدخلاته ويعتبرون أنه يسعى إلى دعم بنمبارك لأسباب شخصية بحتة وليس لأسباب وطنية كما ادعى.

وأضافت المصادر أن الخلاف تصاعد بشكل كبير عندما ألقى أوزين خطابًا أمام أعضاء الفريق وُصف بـ”العنصري” تجاه منطقة الريف وسكانها. وأثار هذا التصريح غضب المستشارين نبيل اليزيدي ومحمد أوشن، اللذين ينحدران من المنطقة، حيث دخلا في ملاسنة حادة مع أوزين، متهمين إياه بالتحيز ضد الريف واستغلال موقفه القيادي لتعزيز مواقفه الشخصية وإقصاء الكفاءات المنتمية للمنطقة.

وأشارت المصادر إلى أن هذه الملاسنات كشفت عمق الخلافات الداخلية داخل الحزب، حيث بات واضحًا أن هناك تصدعات بين القيادة المركزية والفريق الحركي، خاصةً من يمثلون المناطق الشمالية. ورغم محاولة البعض تهدئة الأجواء والتقليل من حجم الخلافات، إلا أن المصادر أكدت أن الأزمة تتفاقم في ظل غياب رؤية واضحة لمعالجة المشكلات التي تعصف بالحزب.

وتأتي هذه الأحداث في وقت حساس بالنسبة لحزب الحركة الشعبية، الذي يسعى إلى إعادة ترتيب أوراقه وتنظيم صفوفه استعدادًا للاستحقاقات المقبلة. ويخشى بعض أعضاء الحزب أن تؤدي هذه الخلافات إلى تراجع شعبية الحزب في المناطق الشمالية، خاصة في منطقة الريف التي تعتبر أحد المعاقل الانتخابية المهمة.

ورغم أن بعض الأصوات دعت إلى ضرورة فتح حوار داخلي لتصفية الأجواء وإعادة بناء الثقة بين القيادة وأعضاء الحزب المنتمين إلى الريف، إلا أن هناك شكوكًا حول استعداد أوزين وفريقه لتقديم تنازلات أو تعديل مواقفهم. وتبقى الأنظار موجهة إلى كيفية تعامل القيادة المركزية مع هذه الأزمة، وهل ستسعى إلى إصلاح الأمور وتوحيد الصفوف، أم أن الخلافات ستستمر في التصاعد مما قد يضعف الحزب ويؤثر على مستقبله السياسي.

ختامًا، تشير التطورات إلى أن حزب الحركة الشعبية أمام اختبار حقيقي لقياس مدى قدرته على احتواء الخلافات الداخلية وتحقيق التماسك بين مكوناته. وفي ظل تزايد التحديات، يبقى السؤال مطروحًا حول ما إذا كانت قيادة الحزب ستتمكن من اتخاذ الخطوات الضرورية لإعادة اللحمة بين أعضائها والحفاظ على قوة الحزب في الساحة السياسية.

مشاركة