“مستشفى خريبكة الإقليمي يقتل مع سبق الإصرار والترصد”…”واش هذا سبيطار ولا بطوار”…”سبيطار الداخل ليه مولود والخارج مفقود…” عبارات عديدة تشخص واقع حال المستشفى الإقليمي بخريبكة، الذي يعيش الفوضى والاستهتار في كل الأقسام وخاصة قسم الولادة الذي تدخل إليه المرأة وهي تحمل جنينا في بطنه وتخرج وهي حاملة لأمراض وفيروسات بعضها عادٍ وآخر فتاك في وضع يدمي القلب ويجعلنا نقرأ السلام على قطاع الصحة بعاصمة الفوسفاط.
اليوم عاش قسم الولادة احتجاجا غير مسبوق بسبب غياب أدوات الجراحة الخاصة بالتوليد، حيث تمت المطالبة بتوفير عدد وافر منها ضمانا لسلامة النسوة اللواتي يدخلن القسم من أجل الولادة، لكون القسم يتوفر على علبة واحدة من الأدوات الجراحية (الصورة)، والتي تستعمل في كل الولادات (يصل معدل الولادات يوميا لما يقارب 20 حالة)، دون أن تخضع تلك الأدوات للتعقيم اللهم غمسها في محلول “جافيل” واستئناف العمل بها لتوليد امرأة أخرى.
وتقول مصادر الجريدة إن احتجاج المولدتين جاء نتيجة خوفهن من انتشار الأمراض بسبب هاته الأدوات رغم المراسلات العديدة التي وجهت لإدارة المستشفى لتوفير العدد الكافي منها، حيث ردت الإدارة بالتجاهل تارة وأخرى باستجداء أدوات من المجمع الجراحي الذي رفض القائمون عليه بتلبية الطلب، لتبقى حياة النساء الحوامل وأجنتهن في خطر بسبب غياب أدوات لا تكلف ماديا في حين تعرف مداخيل المستشفى ارتفاعا كل سنة.
وسبق لرئيس قسم قطب الشؤون التمريضية بالمستشفى أن دق ناقوس الخطر من خلال تقرير أسود وجهه لإدارة المستشفى كشف من خلاله عن اختلالات قاتلة بقسم الولادة أبرزها انعدام أدوات العمل كالأدوية وعلبة المعدات الجراحية، إضافة إلى تطرق التقرير إلى عدة مشاكل ونواقص تهدد حياة الحوامل وموالديهن (تواجد علبة واحدة للمعدات الجراحية، متآكلة ومليئة بالصدأ، وكذا عدم توفر الأدوية اللازمة بالقسم رغم توفرها بصيدلية المستشفى، وغياب حواجز لعزل الحوامل والحفاظ على حرمتهن ، ناهيك عن عدم وجود صنبور ماء داخل قاعة التوليد والمواد الأساسية للنظافة، إلا أن الحال بقي على ما هو عليه بسبب تجاهل المدير والمندوب لكل المراسلات والتقارير.
