الرئيسية وكالات خطوات مبشِّرة. علماء يبتكرون مضاداً أبطل نشاط فيروس كورونا عند تجربته بالمختبر

خطوات مبشِّرة. علماء يبتكرون مضاداً أبطل نشاط فيروس كورونا عند تجربته بالمختبر

IMG 20200505 WA0086.jpg
كتبه كتب في 5 مايو، 2020 - 10:40 مساءً

صوت العدالة -وكالات

قالت وكالة Bloomberg الأمريكية إن علماء ابتكروا جسماً مضاداً وحيد النسيلة يمكنه هزيمة فيروس كورونا المستجد في المختبر، وهي خطوة أولى ولكنها مبشرة في الجهود المبذولة للتوصل إلى علاجات والحد من انتشار الجائحة. وقد أبطل هذا الجسم المضاد التجريبي نشاط الفيروس في المزارع الخلوية.

تقرير الوكالة الذي نشر، الثلاثاء 5 مايو/أيار 2020، أوضح أنه رغم أن هذه المرحلة تعد مرحلة أولية في عملية تطوير الدواء -تسبق إجراء التجارب على الحيوانات والبشر- فقد يساعد الجسم المضاد في الوقاية من كوفيد-19 والأمراض المتصلة به أو علاجها في المستقبل، إما وحده أو في تركيبة دوائية، وفقاً لدراسة نُشرت يوم الإثنين في مجلة Nature Communications.

كيف يعمل الجسم المضاد؟ كتب بيريند جان بوش، من جامعة أوتريخت الهولندية وزملاؤه في الورقة البحثية، أن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من البحوث لمعرفة مدى قطعية النتائج في بيئة سريرية والطريقة المحددة التي يهزم بها الجسم المضاد الفيروس.

يستهدف الجسم المضاد المعروف باسم 47D11 البروتين الشوكي الذي يمنح فيروس كورونا المستجد شكلاً يشبه التاج ويمكّنه من دخول الخلايا البشرية. وفي تجارب جامعة أوتريخت، لم يبطل هذا الجسم المضاد نشاط الفيروس المسؤول عن كوفيد-19 فقط ولكنه أبطل أيضاً نشاط أحد أقربائه ممن يحملون بروتينات شوكية مماثلة، الذي يسبب متلازمة الالتهاب التنفسي الحادة، أو السارس.

من المعروف أن الأجسام المضادة وحيدة النسيلة هي بروتينات مصنوعة في المختبر تشبه مثيلاتها الطبيعية التي ينتجها الجسم لمحاربة البكتيريا والفيروسات. ولأنها شديدة الفعالية، فهي تستهدف نقطة محددة على الفيروس. وفي هذه الدراسة، استخدم العلماء الفئران المعدلة وراثياً لإنتاج أجسام مضادة مختلفة لبروتينات فيروسات كورونا الشوكية. وأظهرت الفحوصات اللاحقة أن للجسم المضاد 47D11 قدرة على إبطال نشاط الفيروس. وبعد ذلك، أعاد الباحثون تشكيل هذا الجسم المضاد لتصنيع نسخة بشرية بالكامل، وفقاً للورقة البحثية.

نتائج مبشِّرة: كتب بوش وزملاؤه: “تُعرف الأجسام المضادة وحيدة النسيلة التي تستهدف المواقع الضعيفة للبروتينات الموجودة على سطح الفيروس بأنها فئة مبشرة من الأدوية لعلاج الأمراض المعدية وقد أظهرت كفاءة علاجية لعدد من الفيروسات”.

وقد أحدثت الأجسام المضادة وحيدة النسيلة بالفعل ثورة في علاجات السرطان، حيث أصبحت أدوية مثل دواء كيترودا الذي تنتجه شركة Merck & Co. وهرسبتين الذي تنتجه شركة Roche Holding AG من أكثر الأدوية مبيعاً في العالم. وعلاج الالتهاب المعروف هوميرا الذي تصنعه شركة AbbVie Inc. هو أيضاً جزء من عائلة الأجسام المضادة وحيدة النسيلة.

أظهر اثنان من هذه العلاجات التي تضم هذه الأنواع من الأجسام المضادة نتائج مباشرة لعلاج الإيبولا. وتعمل شركات مثل Regeneron Pharmaceuticals Inc أيضاً على تطوير علاجات الأجسام المضادة المحتملة لفيروس كورونا.

سباق عالمي ضد كورونا: يأتي هذا الاكتشاف بينما بدأ مئات من الأشخاص في التشمير عن سواعدهم في جميع أنحاء العالم لحقنهم بلقاحات تجريبية قد تمنحهم مناعة توقف تمدد فيروس “كوفيد 19″، مما يحفز أملاً -ربما غير واقعي- في أن نهاية الوباء قد تحلّ في وقت أقرب مما كان متوقعاً.

شبكة ABC News الأمريكية قالت إن نحو 100 مجموعة بحثية تعمل على إنتاج لقاح، قرابة اثنتي عشرة مجموعة منها في المراحل الأولى من التجارب على البشر (التجارب السريرية) أو على وشك البدء فيها. إنها ساحة مزدحمة، لكن باحثين يقولون إن ذلك يزيد فقط من احتمالات أن يكون قليل منها فحسب قادراً على تجاوز العقبات العديدة المتبقية.

فيما يقول البروفيسور أندرو بولارد، الذي يقود فريق جامعة أكسفورد، لوكالة The Associated Press: “نحن لسنا حقاً في منافسة ضد بعضنا البعض. نحن في سباق ضد فيروس وبائي، ونحتاج حقاً إلى أكبر عدد ممكن من المشاركين في هذا السباق”.

أمَّا الحقيقة الصعبة، فهي أنه لا توجد طريقة للتوقع بثقة أي اللقاحات -إن وجدت- سيعمل بأمان، أو حتى بتسمية مرشح معين لتصدر سباق إنتاج اللقاح.

إذ الأمر كما قال الدكتور فاوتشي، كبير خبراء الأوبئة في الحكومة الأمريكية: “أنت بحاجة إلى مزيد من التسديدات على المرمى، للحصول على فرصة أكبر في الوصول إلى هدفك في لقاح آمن وفعال”.

مشاركة