بقلم عزيز بنحريميدة
في محيط محكمة الاستئناف ببني ملال، يكفي أن يُذكر اسم المستشار خالد المبتوتي حتى تتبادر إلى الأذهان صورة القاضي الهادئ، البشوش، والرصين، الذي استطاع أن يجمع في مساره المهني بين الورع والتقوى من جهة، والصرامة في تطبيق القانون من جهة أخرى. إنه نموذج حيّ للقاضي الذي لا يتنازل عن مبادئه، ولا يساوم في حق، ولا يخشى في العدل لومة لائم.
مسيرة الأستاذ المبتوتي في سلك القضاء كانت حافلة بالمحطات المشرفة، بدأها بعزيمة قوية على أن يكون في خدمة المتقاضين، مستحضراً دائماً القسم الذي أدّاه أول يوم تقلد فيه مهامه. زملاؤه يصفونه بالقاضي الذي يزن الأمور بميزان العقل والحكمة، ويمنح كل طرف حقه دون إفراط أو تفريط، أما رؤساؤه فيرون فيه نموذج المسؤول القضائي المنضبط، الذي يحترم التسلسل الإداري دون أن يفقد استقلاليته الفكرية والقضائية.
من داخل قاعات الجلسات، يعرف المتتبعون أن خالد المبتوتي لا يرفع صوته إلا لرفع الظلم، ولا يطيل الحديث إلا بحثاً عن الحقيقة. يحرص على الإصغاء بعناية لكل التفاصيل، ويزنها بميزان القانون والضمير، ليصدر أحكاماً يجد فيها المتقاضي معنى الإنصاف، والمحامي معنى الاحتراف، والمجتمع معنى سيادة القانون.
ورغم جديته وانضباطه، إلا أن الأستاذ المبتوتي يملك من التواضع واللطف ما يجعله قريباً من الجميع. الابتسامة لا تفارق محياه، والمبادرة بالتحية والاحترام جزء من طبعه، سواء مع زملائه أو الموظفين أو حتى المرتفقين. هذا السلوك الإنساني جعله يكسب محبة الناس قبل تقديرهم لمكانته القضائية.
يؤكد أحد المحامين الذين اشتغلوا أمامه لسنوات أن المستشار المبتوتي “يمثل الجيل الذي يربط القانون بالقيم، فلا يكتفي بقراءة النصوص بل ينفخ فيها روح العدالة، وهو ما يجعل أحكامه محط احترام حتى ممن صدرت ضدهم”. أما أحد زملائه فيصفه بأنه “قاضٍ يختصر المعادلة الصعبة: النزاهة والصرامة في آن واحد”.
اليوم، وبعد سنوات من العمل في مواقع مختلفة، يواصل المستشار خالد المبتوتي أداء رسالته داخل محكمة الاستئناف ببني ملال، رافعاً شعار أن العدالة ليست مجرد نصوص جامدة، بل ضمير حيّ يزن الأمور بالقسطاس المستقيم، ويعيد للمظلوم حقه، وللمجتمع ثقته في مؤسساته القضائية.
