بقلم :عشار أسامة
استبشر المجتمع المدني وسكان مدينة بنسليمان صباح اليوم بخبر سار حول حملة نظمتها ليلة الأمس المديرية الإقليمية للتعاون الوطني ببنسليمان بشراكة مع السلطات المحلية لرصد حالات التشرد في المدينة، خاصة في ظل فصل الشتاء القاسي وبرودة الطقس. تهدف هذه الحملة إلى نقل المشردين إلى مراكز خاصة توفر لهم الرعاية اللازمة والدفء. هذه المبادرة، بلا شك، خطوة إيجابية تستحق التقدير.
لكن، ومع الترحيب الكبير الذي لاقته الحملة، تبرز أسئلة عدة لدى الرأي العام. هل ستستمر هذه الجهود على مدار العام، أم أنها تظل حملات مؤقتة تُطلق بين الحين والآخر؟ وهل تُنظم هذه الحملات بهدف تلميع صورة الجهات المسؤولة أمام عدسات وسائل الإعلام خاصتا أن هناك منهم من يعشق عدسات وسائل الإعلام، أم أن الدافع الحقيقي وراءها هو التضامن الإنساني والرغبة الصادقة في تحسين ظروف المشردين؟
إن تصوير مثل هذه الحملات من طرف وسائل الإعلام قد يثير جدلاً. فمن جهة، يمكن أن يعزز الوعي المجتمعي بأهمية هذه الجهود، لكنه، من جهة أخرى، قد يُفسر كوسيلة لتحقيق مكاسب دعائية. في ظل هذه التساؤلات، يبقى الأمل أن تكون هذه الحملة بداية لجهود مستدامة تُعالج المشكلة جذريًا، بعيدًا عن الاعتبارات الإعلامية أو اللحظية.
فالمجتمع يتطلع إلى استراتيجيات طويلة المدى تضمن معالجة شاملة لظاهرة التشرد، خاصة في فصل الشتاء الذي يزيد من معاناة الفئات الهشة. هذه المبادرات الإنسانية، إن كانت قائمة على أسس مستدامة وأهداف نبيلة، سيكون لها أثر عظيم في تحسين حياة الأفراد وتعزيز التكافل الاجتماعي.
