بقلم: عبد القادر السباعي
صوت العدالة
ما الذي يحدث بالضبط داخل كتلة الاحزاب المغربية المكونة للحكومة الحالية، شد وجدب مع تبني سياسة العير والنفير، انتظرنا ان تحمل الوعود جديدا وتخرجنا من بوثقة التيه السياسي في صنع القرار..لكن يبدو ان تطلعات الشارع المغربي من الاحزاب لم يكن شيئا مشروعا باطلاق..فالكدمات تتوالى والازمات تتعاقب وبين هذا وذاك، يصرح الواقع أن صنبور ببيتنا الصفيحي لا يحمل الماء..
انتصار الديمقراطية في أنظمة الحكم السائدة في عهد المدنية الحاضرة فرض تنظيم الأمة ضمن هيئات من شأنها أن تسهل توجيه الشعب وتصنيع رغباته الحقيقية التي قد تضيع لو تركت لعامة الناس، فتختلف الرؤى ويغيب التوافق والاتفاق ..لذلك كان دور الاحزاب في المرحلة مخاولة تخفيف حدة الفوضى التي قد تعتري المشهد عند فساد الإدارة.. لكن مع ذلك كنحاول نشعل الضو والله مشعل!!
قالو لينا انا مشفت والو ..أن عمل الاحزاب عموما، والمغربية على وجه التحديد لأنها صدد الحديث، يتجلى دورها الريادي في تأطير المواطنات والمواطنين وتكوينهم السياسي وتعزيز انخراطهم في الحياة الوطنية وفي تدبير الشأن العام. مع الحرص الشديد على تفعيل قرارت تخدم المصلحة العامة للناخبين الذين كلفوا نفسهم عناء التنقل “بالبغل والحمار” باش الوحو الورقة والتي كانت تعني الكثير بالنسبة لهم..ليس سذاجة منهم بل ليقيموا الحجة على من ادعى الصدق والصلاح، ووعدهم بمستقبل افضل لابنائهم.. والله مخدم شي حد غير لي عندو عمر !!
طبقا لأحكام الفصل 7 من الدستور، الاحزاب تعمل على أساس التعددية وهذا شيء نفتخر به، بالوسائل الديمقراطية، وفي نطاق المؤسسات الدستورية لضمان حق الفرد في العيش الكريم، لننتقل من الجانب النظري المليئ بالوعود المعسولة الى التطبيق والاجرأة والتفعل، لنقول لما جاء على البغل يوم الانتخابات من قمة الجبل الى سفحه..أن صوتك في أمان ولن يضيع يوما ..لكن ذلك لم يحدث..
اليوم نذكر الاحزاب من داخل الحكومة أن “البغل الذي كنا نتقل عليه من أعلى الجبل قد مات” وما عاد لنا وسيلة للتنقل الى صناديق الاقتراع لنمنحكم ثقتنا.. فقد وعدنا البغل أن الحكومة ستوفر له كيس شعير يومي فصدقنا، لكنه مات بعد سنتين من الجوع، لان الاحزاب المشكلة للحكومة لم تفي بوعدها. أما الحمار فلم يصدقكم منذ البداية!!!
الآن.. وانا الشاب الهرم.. عرفت أن حمارنا الأصهب كان على حق، فقد فضل المعاناة مع المحراث لساعات على أن يحملني لسفح الجبل لأداء الطقوس الانتخابية، نهيقه كان مبهما لكنه كان معبرا، فهمت أن دورنا يقتصر في ترسيع المواسم الانتخابية ثم بعدها مراقبة توزيع الغنائم.. مع الضرب بعرض الحائط كل الاعراف والقيم السياسية والأيديولوجية إن كانت هناك اديولوجية في الاصل!! عذرا ياحماري لكد كنس صادقا !!
اليوم ذكرني مجددا ..أن البهرجة الشعبوية والاستعراض الإعلامي لتصاريح حكومية من قبيل “اشعل الضو واطفي الماء..” هي نتاج سياسة استخافية بعقول المواطن البسيط، وتماديا غير مسبوق في كسر الامال التي بنيت بسواعد الرجال. وأن المدارس الحكومية المهملة على قمة الجبل كانت نتاج اخطاء في الاختيار، وأن انتظار خنشة البون لطوابير تفوق العشرات بالجنوب الشرقي كانت نتاج اخطاء في الاختيار..!!
الان وقد مات بغلي على سفح الجبل، والتي وعد الحكومة باصلاحها منذ سنوات..لا اطلب منكم شيئا على الاطلاق، فقط ارجوكم دعوا حماري على قناعاته، ولا تقنعوه أن يحملني الى مركز الاقتراع، لا تعدوه بتوفير الشعير.. لان وعودكم لا تحترم .. وان فعلتم يوما فقد ابيع الحقل والمحراث وأموت على سفح الجبل، وهنا مربط الفرس ..!!!
