محمد قريوش_مكناس
نظمت الكتابة الإقليمية لحزب الاتحاد الاشتراكي بفاس عصر يومه السبت بأحد فنادق المدينة، حفل تقديم مذكرات الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي أول رئيس حكومة التناوب التوافقي بالمغرب،
واختار المنظمون ذكرى رحيل القائد عبدالرحيم بوعبيد أو كما يحلو للاتحاديين تسميته بمؤسس المدرسة الاتحادية، واحتفاء أيضا بذكرى مرور 75 سنة على تقديم وثيقة بالاستقلال.
المذكرات التي تحمل عنوان “أحاديث في ما جرى” تعتبر جامعة لمسار المناضل اليساري الكبير بدءا من أول سفر له في سن 14 من طنجة باتجاه مدينة مراكش لمتابعة دراسته مرورا بأحداث شخصية تتعلق بقصة لقائه و ارتباطه بزوجته إلين حيث يسرد كاتم سره مبارك بودرقة المعروف باسمه الحركي “عباس” في معرض كلمة ألقاها بالمناسبة أن عبد الرحمان اليوسفي كان قد تم تكليفه بلعب دور في مسرحية من طرف أستاذه الذي شدد على ضرورة ارتداءه وزرة بيضاء اللون. و نظرا لعدم توفره على الإمكانات نصحه البعض باللجوء لخياط فتح محلا جديدا بأحد أحياء البيضاء فيقصده الأستاذ اليوسفي ليكون أول لقاء له مع رفيقة دربه التي لم تكن سوى ابنة الخياط الذي رفض في بداية الأمر اي ارتباط لابنته مع مسلم ظنا منه أنه تركي مبررا ذلك باعتداء عنصري سبق أن تعرض له من طرف الأتراك ، ليعدل عن قراره بعد سجن اليوسفي قائلا لابنته هذا رجل وطني …» مرورا باعتقاله و كذا لقائه بالملك الراحل محمد الخامس بجنيف …
كلمات المشاركين عددت مناقب الاستاذ عبد الرحمان اليوسفي من خلال احتكاكهم به طيلة سنوات من بينها شهادة قدمها إدريس الكراوي مستشار الاستاذ اليوسفي في القطاع الاجتماعي بالوزارة الأولى حيث سرد كيف أستدعى مدير ميزانية الدولة أنذاك بعد عودته من مهمة خارج أرض الوطن، ليسلمه ما تبقى له من العملة الصعبة ليعطي بذلك نموذجا في ترشيد الحكامة الجيدة.
الإحتفال شهد حضور شخصيات وازنة أبرزها مستشار الملك اندري أزولاي الذي مصحوبا بعقيلته وممثلي الهيآت السياسية والمركزيات النقابية والمنظمات المهنية و الحقوقية وجمعيات المجتمع المدني وحشد غفير من مناضلي الحزب وعموم المواطنين.
وعلى الرغم من تحذيرات الطاقم الطبي بعدم الإجهاد بالنظر للوضع الصحي لمهندس التناوب التوافقي أصر هذا الأخير هلى تناول الكلمة الختامية ليشكر من خلالها المنظمين والحاضرين على هذه الالتفاتة في حقه مذكرا بتاريخ فاس النضالي وإنجاب هذه المدينة أعلام بصموا تاريخها وتاريخ الحركة الوطنية من أمثال علال الفاسي ومحمد بلحسن الوزاني وآخرون.