حفيظ المخروبي- صوت العدالة
الخميسات – في قلب مدينة الخميسات، وبالضبط في حي بنكيران، توجد حديقة عمومية على مقربة من عدد من المؤسسات الحساسة، من بينها مقر عمالة الإقليم، المحكمة الابتدائية، المكتب الوطني للماء والكهرباء، المندوبية الإقليمية للصحة، وثانوية موسى بن نصير. ورغم أهمية موقعها الاستراتيجي، تعيش الحديقة وضعًا متردّيًا يكشف عن إهمال واضح في التسيير والصيانة.
الفضاء الأخضر الذي كان من المفترض أن يكون متنفسًا بيئيًا وواجهة حضرية مشرّفة، تحوّل مع مرور الوقت إلى مكب عشوائي للنفايات ومرتع لمظاهر التهميش، ما يثير استغراب الساكنة المحلية وزوار الحي.
مظاهر الإهمال
وتتمثل أبرز ملامح هذا الإهمال في:
غياب تام لعمليات السقي، ما تسبب في جفاف الأشجار والنباتات.
انعدام الحراسة والمراقبة، ما فتح المجال أمام التخريب والعبث بمرافق الحديقة.
الانتشار الواسع للنفايات والأوساخ، الأمر الذي يُسيء إلى المشهد العام ويقلل من القيمة الجمالية والبيئية للفضاء.
ورغم أنه تم، خلال السنوات الماضية، تخصيص ميزانية لتهيئة هذا الفضاء، إلا أن وضع الحديقة ظلّ على حاله، في غياب أي مؤشرات على وجود صيانة دورية أو تدخل فعلي من الجهات المعنية لإعادة الاعتبار لها.
موقع لا يليق بالإهمال
ما يضاعف من وقع هذا المشهد المتدهور هو الموقع الحيوي الذي تحتله الحديقة، وسط مؤسسات عمومية يفترض أن تحاط بفضاءات نظيفة ومهيئة تليق بمكانتها. ويطرح الوضع تساؤلات حول مدى نجاعة برامج التهيئة الحضرية بالمدينة، وفعالية تتبع تنفيذ المشاريع المبرمجة ضمن الميزانيات المحلية.
ففي الوقت الذي تُراهن فيه مدن عديدة على المساحات الخضراء لتحسين جاذبيتها العمرانية، تظل هذه الحديقة مثالًا صارخًا على فشل في التدبير، ومظهرًا من مظاهر الفراغ البيئي والجمالي الذي تشهده بعض أحياء الخميسات.




