صوت العدالة- عبدالنبي الطوسي
في خضم فعاليات الدورة 17 من المهرجان الوطني لفيلم الهواة بمدينة سطات، كان للحضور موعد خاص مع الفنانة المتألقة جميلة الهوني، التي شاركت في تأطير ورشة محترف “أداء الممثل”، كما كانت من بين أعضاء لجنة التحكيم الخاصة بأفلام الهواة، إلى جانب أسماء فنية وازنة، مما أضفى على هذه الدورة طابعا احترافيا وعمقا فنيا وتكوينيا.
في حوار خصّت به الجريدة، تحدثت الهوني عن سعادتها الكبيرة بالتواجد في سطات، مؤكدة أن المهرجان يزداد إشعاعا دورة بعد أخرى، ويمنح للشباب فرصة للانفتاح على عوالم السينما، ليس فقط من خلال مشاهدة الأفلام، بل عبر ورشات التكوين والتأطير المباشر التي تتيح لهم اكتساب أدوات فنية ومهارية تؤهلهم لخوض غمار الإبداع بثقة.
وفي معرض حديثها عن محترف أداء الممثل، أوضحت الهوني أن الورشة كانت فرصة لخلق تفاعل مباشر مع المشاركين، حيث تم الاشتغال على التمرينات الجسدية والصوتية، تقنيات التقمص، الاشتغال على الإحساس الداخلي، وكيفية خلق تواصل حي مع الكاميرا والجمهور، وأضافت أن “الهدف لم يكن فقط تعليم تقنيات الأداء، بل أيضًا فتح نافذة لاكتشاف الذات، لأن الممثل الجيد يجب أن يكون صادقا أولا مع نفسه”.
وعن انخراطها في لجنة تحكيم أفلام الهواة، عبرت جميلة الهوني عن إعجابها بعدد من التجارب الشابة التي عرضت خلال المهرجان، مؤكدة أن هذه الأفلام تحمل أفكارا جريئة، ورؤية فنية تستحق الدعم والتوجيه، رغم محدودية الإمكانيات التقنية في بعض الأحيان، وشددت على أهمية الاستمرار في تنظيم مثل هذه المهرجانات التي تكرّس لثقافة سينمائية بديلة، قريبة من هموم الشباب، وتحفزهم على التعبير.
وختمت الهوني حديثها بتوجيه رسالة شكر إلى إدارة المهرجان والمشرفين على الورشات ولجمهورها، وكذا لمدينة سطات التي احتضنتها بكل محبة ودفء، معتبرة أن الفن رسالة مجتمعية، وأن مثل هذه المبادرات تساهم في خلق جيل فني واع ومسؤول، قادر على المساهمة في التغيير الإيجابي عبر الصورة والصوت والأداء.
جميلة الهوني، بتجربتها المسرحية والتلفزيونية الثرية، كانت قيمة مضافة لهذه الدورة، وأكدت مرة أخرى أن الفنان الحقيقي لا يكتفي بالظهور، بل يزرع أثرا تربويا وإنسانيا وجماليا حيثما حل.

