بودريقة يربح النقاط بعد استقطاب أغلب المنخرطين في لقاء عرض برنامجه
يعقد الرجاء الرياضي، اليوم (الجمعة) في الثالثة، جمعه العام، بأكاديميته ببوسكورة، لانتخاب رئيس ومكتب جديدين، بين سعيد حسبان ومحمد بودريقة، في وقت سيقدم فيه الرئيس الحالي عزيز البدراوي استقالته، وسيعرض حصيلة النادي المالية والرياضية في فترة ولايته.
ويبدو أن بودريقة الأوفر حظا لنيل الرئاسة، بعدما عرف لقاؤه مع المنخرطين حضور عدد أكبر، وتنويها أكثر، إذ قدم عرض مشروعه في أربع ساعات، مستعينا بأغلب أعضاء لائحته.
ومن المقرر أن يعرف الجمع نقاشات حول مديونية النادي، وأسباب وصوله لهذه الأزمة، بالإضافة إلى حصيلة مرحلة عزيز البدراوي، التي انتقدها أغلب الرجاويين، خاصة من الجانب المالي.
وينتظر أن يشعل التقريران الماليان لفترة الرئيسين السابقين رشيد الأندلسي وأنيس محفوظ، الجمع، إذ سحبت نقطة مناقشتهما من جدول الأعمال، رغم انتهاء افتحاصهما، وتأجيلهما إلى غاية جمع آخر، اقترح البدراوي أن يكون في أكتوبر المقبل.

صراع حسبان وبودريقة

أنهى سعيد حسبان ومحمد بودريقة حملتهما الانتخابية، أمس (الخميس)، إذ التقى كل واحد منهما بالمنخرطين، وقدموا أعضاء لائحتيهما ومشاريعهما، للنهوض بوضعية النادي الإدارية والمالية.
واتفق المرشحان على صعوبة الوضع الحالي، وضرورة إعادة الهيكلة في كل الجوانب، لكنهما اختلفا في طريقة تدبير المرحلة المقبلة.
وقدم حسبان ما أسماه “برنامجا استعجاليا»، مدته أربع سنوات، يقوم على إحداث توازن مالي، وضبط المصاريف، وإعادة إحياء مدرسة التكوين، ووقف نزيف النزاعات، معترفا أن الفوز بالألقاب في السنتين الأوليين سيكون صعبا، لكن الفريق سيكون قويا بما فيه الكفاية للمنافسة على الرتب الأولى.
وأبرز حسبان أنه أعد فريق عمل في إطار الأعضاء الذين اختارهم في لائحته، سيتكلف كل واحد منهم بمجال معين، ما هو تقني وتسويقي ورياضي ومالي، واعدا بإشراك كل مكونات النادي في التدبير والتسيير، بمن فيهم المنخرطون والجماهير.
وانتقد حسبان تشويش بعض الصفحات «الفيسبوكية» على الفريق، واتهمها بتأزيم وضعيته، مبرزا أن هذا التشويش لم يتوقف منذ عشر سنوات.
من جهته، اعتمد بودريقة في برنامجه على تشخيص الوضعية، منذ 2020، وكيف وصل النادي لهذه الأزمة، معتبرا أن ذلك يتطلب برنامجا استعجاليا في السنة الأولى، وبرنامجا آخر للمستقبل، بغية ضمان عدم عودة الرجاء للأزمة مجددا.
وأكد بودريقة في لقائه مع المنخرطين أول أمس (الأربعاء)، أنه اختار فريق عمل، يملك خبرة كافية في التسيير والتدبير، ومنهم من سبق أن اشتغل بالرجاء، إذ أعد كل واحد منهم برنامجا خاصا بمجال عمله، ووضع أهدافا يجب الوصول إليها في 2027.
ووعد بودريقة بضخ مليارين سنويا في ميزانية النادي، لإنهاء العجز الذي قال إنه وصل إلى عشرة ملايير، بسبب النزاعات والديون المتراكمة.

من الأوفر حظا؟

بعد حضور لقاءي حسبان وبودريقة، فإن الفرق في عدد المنخرطين الذين حضروا كان شاسعا، إذ شارك في لقاء حسبان ما يناهز 70 منخرطا، فيما تجاوز الحضور في لقاء بودريقة 100 منخرط.
وفي الوقت الذي طالب منخرطون حسبان بضمانات مالية، بعد تقديمه لمشروعه، نوه منخرطون بعرض بودريقة، ووصفوه ب”الاحترافي والواقعي”، ودعوه إلى تطبيقه حرفيا إذا انتخب رئيسا.
وبناء على استطلاع بسيط بين المنخرطين، فإن بودريقة يبقى الأوفر حظا، بالنظر إلى خبرته في تسيير النادي، ورغبة أغلب المنخرطين في منحه فرصة ثانية لتصحيح أخطاء الماضي، ناهيك عن لفت الانتباه إلى العرض الذي قدمه أول أمس (الأربعاء)، ووعده بضخ أموال في ميزانية الفريق.
ومن المنتظر أن يحضر للجمع أكثر من 150 منخرطا، سيملكون حق التصويت واختيار الرئيس، وسيحسمون في أمر الرئيس المقبل.
وسينال كل مرشح فرصة للإدلاء بكلمة أخيرة، وتقديم أعضاء لائحته مجددا، قبل اللجوء إلى التصويت. 

حصيلة البدراوي

من بين النقاط التي ستناقش خلال الجمع، وقبل انتخاب رئيس جديد، حصيلة البدراوي المالية والرياضية، التي من المنتظر أن تعرف نقاشات مستفيضة.
وحسب معلومات “الصباح”، فإن البدراوي تعهد ألا يطالب بمبلغ مليارين و295 مليونا، قدمها هبة للنادي، جعلت حساباته متوازنة في فترة ولايته.
بمعنى آخر، فإن مصاريف الرجاء بلغت إلى حدود أبريل الماضي، ثمانية ملايير و440 مليونا، وهي القيمة نفسها للمداخيل، باحتساب هبة البدراوي، رافضا أن يعتبرها دينا، وأكد أنها هبة منه، ولن يطالب بها مستقبلا.
وبخصوص المصاريف، فإن أغلبها امتصتها الرواتب ومنح التوقيع ومصاريف التنقل، خاصة أن الفريق شارك هذا الموسم في عصبة أبطال إفريقيا، التي غادرها من ربع النهائي على يد الأهلي.
ومن بين الأمور التي تضمنها التقرير المالي، ديون متراكمة لسنوات بسبب نزاعات لاعبين، وأخرى خاصة بمنح توقيع اللاعبين الحاليين، التي يجب أن تصرف نهاية الموسم الجاري، وتصل إلى خمسة ملايير و700 مليون، ناهيك عن ضرورة صرف ما يناهز مليارين، الصيف المقبل، لتفادي المنع من الانتدابات محليا ودوليا.
وعجز الفريق عن المنافسة على لقب البطولة، وأقصي مبكرا من عصبة الأبطال، رغم انتدابات قياسية الصيف الماضي، والتي لم تقدم أغلبها الإضافة المرجوة.
وتبقى نقطة الضوء الوحيدة، وصول الفريق لنصف نهاية كأس العرش، إذ سيواجه الوداد الرياضي في الديربي، وهي الفرصة الوحيدة أمام النادي لضمان مشاركة قارية الموسم المقبل، في كأس الكنفدرالية الإفريقية.

تقريران ماليان عالقان

من المقرر أن تثير نقطة أزيلت من جدول أعمال الجمع، أخيرا، جدلا كبيرا اليوم (الجمعة)، والمتعلقة بالتقريرين الماليين لفترة ولاية الرئيسين السابقين، أنيس محفوظ ورشيد الأندلسي.
ونزولا عند رغبة الرئيسين المعنيين، أسقط عزيز البدراوي هذه النقطة من جدول الأعمال، بعدما احتجا على تمرير تقريرين ماليين تم افتحاصهما، من قبل مكتب خاص، في جمع اليوم (الجمعة)، دون أن تكون لهما فرصة الاطلاع على مضمونهما أو مقارنتهما بالأرقام التي أعلاناها سابقا.
ووصل الأمر بالرئيسين إلى تحذير البدراوي، وهو ما دفعه إلى إسقاط هذه النقطة، لكن المنخرطين من المقرر أن يتطرقوا لها خلال جمع اليوم.
واقترح البدراوي أكتوبر المقبل من أجل دراسة هذين التقريرين، في وقت يرى بودريقة أن عقد جمع جديد في يوليوز المقبل، سيكون حلا مناسبا لإنهاء هذا الموضوع نهائيا.

منقول عن جريدة الصباح