فوزي حضري / صوت العدالة
عرفت جماعة تاوريرت تغييرًا كبيرًا في تركيبة مكتب مجلسها الجماعي بعد الانتخابات الأخيرة، حيث تولّت وجوه كانت إلى وقت قريب من أبرز المعارضين المحليين زمام التسيير. وقد استبشرت ساكنة المدينة خيرًا بهذا التغيير، خاصةً أن المعارضة السابقة كانت نشطة، ورفعت شعارات الإصلاح والقطيعة مع الممارسات السابقة.
لكن بعد مرور أشهر من تولي المكتب الجديد مهامه، بدأت مؤشرات واضحة على ضعف في التسيير والتدبير تظهر للعيان، مما أثار استياء الساكنة وطرح عدة تساؤلات حول الكفاءة والاستعداد لتحمل المسؤولية.
مظاهر الفشل في التسيير داخل جماعة تاوريرت:
تعثر المشاريع التنموية: لم يشهد المواطن أي إنجاز ملموس على مستوى البنية التحتية، من تهيئة الطرقات، تحسين الإنارة العمومية، أو تأهيل الفضاءات العمومية.
ضعف التواصل مع الساكنة: غياب قنوات تواصل فعالة بين المجلس والمواطنين، مما خلق فجوة كبيرة بين تطلعات السكان والأداء الواقعي.
ارتباك في تدبير ملفات حيوية: مثل قطاع النظافة، تنظيم الأسواق، النقل، وتدبير الممتلكات الجماعية.
الخلافات الداخلية: حالة من عدم الانسجام داخل المكتب ذاته، مما يؤثر سلبًا على اتخاذ القرارات ويُضعف أداء المجلس ككل.
رغم أن هذا المكتب كان في المعارضة ويمتلك معرفة بالإكراهات التي كانت تواجه المجلس السابق، إلا أن مروره إلى موقع المسؤولية كشف عن غياب تصور واضح، واستراتيجية متكاملة، تُمكّنه من ترجمة وعوده الانتخابية إلى إنجازات ملموسة.
إن جماعة تاوريرت ليست في حاجة إلى مجرد تغيير الوجوه، بل إلى تغيير حقيقي في أساليب التسيير ومقاربة العمل الجماعي، بما يجعل من المؤسسة الجماعية رافعة للتنمية المحلية وليست مجرد منصة لتبادل الاتهامات أو توزيع المناصب.
