بقلم : عشار أسامة
مدينة بنسليمان لا تزال تعاني من معضلة دور الصفيح، وهي مشكلة تؤثر بشكل مباشر على جودة حياة السكان وتمثل تحدياً كبيراً للتنمية الحضرية. من بين أهم دواوير و التي توجد أمام و بمحادات مقر عمالة إقليم بنسليمان دوار ولاد بنسليمان ، و دوار عين شعرة، بلإضافة لدوار بشويطينة تجسد هذا الواقع الصعب، حيث يعيش سكانها في ظروف غير لائقة، مع افتقارهم إلى أبسط مقومات الحياة . هذا الوضع لا ينسجم مع تطلعات سكان المدينة ولا مع الخطط الوطنية الهادفة إلى القضاء على السكن غير اللائق.
تزايدت التساؤلات مؤخراً حول دور المجلس الجماعي ببنسليمان ومدى استعداده لإيجاد حلول حقيقية لهذه المعضلة، خاصة مع اقتراب تنظيم المغرب لتظاهرة عالمية كبرى، وهي استضافة كأس العالم 2030. هذا الحدث العالمي سيجعل مدينة بنسليمان ضمن المناطق التي ستُسلط عليها الأضواء، مما يتطلب تحسين صورتها والارتقاء بمستوى بنيتها التحتية والسكنية. استمرار وجود دور الصفيح في المدينة قد يضعها في موقف محرج أمام الرأي العام المحلي والدولي، وهو ما يفرض ضرورة الإسراع في اتخاذ التدابير اللازمة.
فالسؤال الذي يطرحه سكان هذه الدواوير هو ما إذا كانت هناك خطة واضحة لإعادة إيوائهم في مساكن لائقة تحفظ كرامتهم. حتى الآن، تبدو الجهود المعلنة غير كافية، بينما تتزايد المطالب بضرورة اعتماد مقاربة شاملة تشمل توفير بدائل سكنية، تحسين الخدمات الأساسية، وإدماج السكان في مشاريع تنموية تعزز استقرارهم الاقتصادي والاجتماعي.
فالمجلس الجماعي مطالب بالتحرك العاجل والفعال لتجاوز هذه الأزمة، خاصة وأن الوقت لا يسمح بمزيد من التأخير. يجب أن يتم التنسيق مع الجهات الحكومية المعنية والقطاع الخاص لتوفير التمويلات اللازمة، كما يتطلب الأمر إشراك الساكنة في بلورة الحلول لضمان نجاح عملية إعادة الإيواء.
التحديات التي تواجه هذه العملية متعددة، أبرزها الموارد المالية المحدودة وصعوبة إقناع السكان بالانتقال إلى مناطق جديدة. ومع ذلك، فإن استضافة كأس العالم 2030 تشكل فرصة حقيقية لدفع عجلة التنمية وتحسين وضع المدينة، إذا تم استثمارها بشكل صحيح. يبقى الأمل قائماً في أن يتحول هذا الحدث العالمي إلى نقطة تحول تنهي معاناة سكان دور الصفيح وتضع بنسليمان على طريق التنمية الشاملة.