صوت العدالة : محمد زريوح
تفاجأ سكان حي اعوذن في منطقة براقة بالناظور بتغيير اسم أحد شوارع الحي إلى “شارع العربية السعودية”، الأمر الذي أثار موجة من الجدل بين الأهالي، الذين اعتبروا هذه الخطوة مساسًا بالهوية التاريخية لأحد أقدم أحياء المدينة.
ويرى العديد من أبناء براقة، سواء داخل المدينة أو في المهجر، أن هذا القرار يهدد الذاكرة الجماعية للمنطقة، مطالبين الجهات المسؤولة بالتراجع عنه وإعادة الاعتبار للأسماء الأصلية التي تعكس تاريخ الحي وتراثه. كما تساءلوا عن أسباب اتخاذ هذا القرار دون التشاور مع الساكنة، وما إذا كان مجرد تغيير رمزي أم جزءًا من توجه أوسع لإعادة تسمية معالم المدينة.
في ظل هذا الجدل المتصاعد، دعا عدد من السكان إلى تشكيل لجنة محلية لمتابعة القضية واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف ما وصفوه بالمهزلة. وأكدوا أن مثل هذه القرارات يجب أن تكون خاضعة لتوافق مجتمعي يحترم هوية المدينة وساكنيها، بدلًا من فرض تغييرات مفاجئة دون استشارة المعنيين بها.
حتى الآن، لم تصدر الجهات الرسمية أي توضيح بشأن دوافع هذا التغيير، مما فتح الباب أمام التكهنات حول سياقه وأهدافه. وتساءل السكان عمّا إذا كانت السلطات المحلية ستستجيب لمطالبهم بالتراجع عن القرار، أم أن التغيير أصبح أمرًا واقعًا لا رجعة فيه.
في سياق أوسع، يرى البعض أن نظام تسمية الشوارع يحتاج إلى مراجعة شاملة تعتمد على منهجية واضحة وأكثر تنظيمًا. ويقترح البعض تخصيص كل حي لفئة محددة من الأسماء، مثل الأدباء، المدن، الشخصيات التاريخية أو غيرها، مما يسهل التعرف على الشوارع ويعزز الهوية الثقافية لكل منطقة.
يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت السلطات ستعيد النظر في هذا القرار أم ستتمسك به رغم الرفض الشعبي. وفي انتظار أي مستجدات، يظل الجدل قائمًا بين مؤيد ومعارض لهذا التغيير المفاجئ.
