صوت العدالة : محمد زريوح
استضافت كلية اللغة والآداب والفنون بجامعة القنيطرة، من خلال تكوين الدكتوراه في الصحافة والإعلام الحديث، يوم السبت، ندوة دولية تحت عنوان “العلاقات المغربية البريطانية: شراكة استراتيجية في عالم متغير”. وقد انعقدت الندوة بأحد الفنادق الكبرى بمدينة القنيطرة، بحضور نخبة من الأكاديميين والخبراء والباحثين في العلاقات الدولية، إلى جانب شخصيات بارزة من المغرب وبريطانيا.
تميزت الندوة بإشراف الدكتور هموش، منسق هذه الفعالية، والذي لعب دورًا محوريًا في إعداد وتنظيم الندوة، مشرفًا على كل مراحلها ومساهمًا في إخراجها بشكل يليق بتكوين الدكتوراه في الصحافة والإعلام الحديث. ويُعد هذا الجهد جزءًا من المبادرات الأكاديمية التي تهدف إلى تعزيز الحوارات الدولية وتوسيع آفاق البحث العلمي.
ركزت الندوة على استشراف آفاق التعاون المستقبلي بين المملكة المغربية والمملكة المتحدة، مع تسليط الضوء على الأبعاد الاستراتيجية التي تجعل من المغرب شريكًا أساسيًا لبريطانيا في منطقة شمال إفريقيا. واستندت المناقشات إلى رؤية جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، التي تهدف إلى تعزيز الدور الريادي للمغرب إقليميًا ودوليًا، وتشجيع توسيع أطر التعاون مع مختلف الدول بما يخدم المصالح الوطنية ويعزز مكانة المغرب عالميًا.
ناقش المتدخلون مجموعة من المحاور الأساسية، من أبرزها العلاقات التاريخية بين المغرب وبريطانيا ودورها في بناء شراكة قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. كما ركزت النقاشات على التحولات العالمية الراهنة مثل التغيرات المناخية، التوترات الجيوسياسية، والتحولات في النظام الاقتصادي الدولي، وكيفية استثمارها لتعزيز التعاون بين المغرب وبريطانيا. وقد تم تسليط الضوء على دور المغرب كبوابة نحو إفريقيا وإمكاناته في جذب الاستثمارات البريطانية بفضل موقعه الاستراتيجي واستقراره السياسي.
شملت المحاور الأخرى أهمية تطوير برامج التبادل الثقافي والأكاديمي بين البلدين لتقوية الروابط الإنسانية وتعزيز التفاهم المشترك، بالإضافة إلى التعاون في مجالات الأمن والطاقة المتجددة، حيث يعتبر المغرب نموذجًا في هذا المجال بفضل مشاريعه الكبرى التي تعزز التنمية المستدامة.
خلصت الندوة إلى مجموعة من التوصيات العملية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، من بينها إنشاء آليات مشتركة لتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا والطاقة، وتطوير برامج أكاديمية مشتركة لتعزيز التبادل الثقافي والتعليمي، وتوسيع نطاق الاستثمارات البريطانية في المغرب خصوصًا في مجالات البنية التحتية والطاقة المتجددة، مع تعزيز التنسيق السياسي والدبلوماسي لمواجهة التحديات الجيوسياسية المشتركة.
جاءت الندوة في وقت حساس يشهد فيه العالم تغييرات كبيرة على المستويات السياسية والاقتصادية، وأكد المشاركون على ضرورة استثمار هذه الفرصة لتعزيز العلاقات المغربية البريطانية بما يحقق مصالح البلدين ويدعم استقرارهما ونموهما. وأشادوا بالدور الكبير الذي لعبه الدكتور هموش في تنسيق هذا الحدث وإنجاحه، مع التأكيد على أهمية استمرار مثل هذه الفعاليات لتعميق الحوار بين المغرب وبريطانيا وتعزيز التعاون المشترك بما يتماشى مع رؤية المغرب الطموحة.
تظل العلاقات المغربية البريطانية نموذجًا للشراكات الاستراتيجية التي تواكب تحديات العالم المتغير، مع استثمار الفرص المشتركة لبناء مستقبل مشترك أكثر استقرارًا وازدهارًا.