الرئيسية أحداث المجتمع تيفلت :هل يستطيع الباشا الجديد تنظيم الباعة الجائلين بالمدينة

تيفلت :هل يستطيع الباشا الجديد تنظيم الباعة الجائلين بالمدينة

almaghribtoday احتلال الباع.jpg
كتبه كتب في 11 أغسطس، 2018 - 11:40 صباحًا

 

 

صوت العدالة – عبد السلام اسريفي

 

تعرف مدينة تيفلت كغيرها من المدن المغربية ،اكتساح ظاهرة الباعة الجائلين لكل أزقة وشوارع المدينة،في مشهد أقل ما يمكن القول عنه أنه كارثي.

وكان المجلس الجماعي بتعاون مع السلطة المحلية والأمن،  قد رسم خطة عمل لتنظيم هذه الفئة داخل فضاءات خصصت لهذه الغاية،كما تم بناء سوق بحي الأمل لايواء الباعة ،بالاضافة الى أسواق مؤقتة في انتظار بناء وتشييد فضاءات اقتصادية نموذجية. لكن الظاهرة استفحلت بشكل خطير،وانتشر الباعة بكل الشوارع الرئيسية والأزقة بشكل أثر سلبا على النهضة التي عرفتها المدينة في السنوات الأخيرة.

ويرجع السبب حسب مصادرنا بالمدينة الى عوامل تقنية وأخرى شخصية،فالأولى تتعلق بنقص في الموارد البشرية التي يمكن أن تفرض النظام داخل صفوف الباعة ،خصوصا النقص الكبير بالنسبة لعناصر القوات المساعدة بالمدينة ورجال الأمن،رغم المجهودات الكبيرة التي تبذلها العناصر المتوفرة ،والثانية تتعلق باعتبارات شخصية تتداخل فيها القبلي والسياسي،ليستمر الوضع كما هو عليه ،بل يستفحل الى ما هو أخطر،ويهدد بالتالي السلامة المحلية،حيث يضطر الراجلون الى المشي بالشارع العام بعدما استعمر الباعة ما فوق الرصيف،وهو ما يتسبب في عرقلة السير والحوادث الخطيرة.

فالمجهودات التي قامت بها السلطة في عهد الباشا السابق بمعية المجلس الجماعي،استطاعت بشكل ما خلق فضاءات يمكنها احتواء وتنظيم الباعة الجائلين،لكن،رفض هؤلاء الدخول الى هذه الأسواق،أو التنظيم في فضاءات خاصة،جعل الكل يتساءل عن أسباب الرفض والامتناع. مصادرنا تؤكد أن الباعة الجائلين المستفيدين من سوق حي الأمل رفضوا الدخول للسوق والاشتغال في ظروف أحسن،والسبب تضيف ذات المصادر غير مبررة ولا تنبني على منطق مقبول،بل تطعمها أغراض شخصية لبعض العناصر التي اتخذت من الملف موردها الاقتصادي الدائم. كما أن الفضاءات التجارية الخاصة التي تكلف بانجازها وتأهيلها المجلس الجماعي لا زالت تنتظر التحاق الباعة،الأمر الذي يوحي بوجود جهة ما تقف وراء هذه الفوضى التي تعيق تنظيم المدينة وتأهيل كل القطاعات بشكل يراعي جماليتها وموقعها الجغرافي.

فهل يستطيع إذن الباشا الجديد تنظيم الباعة الجائلين،خاصة وأن كل الوسائل اللوجستيكية متوفرة؟ وهل للسلطة المحلية تصور جديد للحد من الفوضى التي تعرفها شوارع المدينة؟

هذه الأسئلة وأخرى،الأيام القادمة كفيلة بالاجابة عنها ،خاصة وأننا على أبواب موسم جديد،تنطلق فيه كل الأنشطة،ومن المفروض ،أن تعرف المدينة استقرارا وتنظيما حتى تساير طموح بعض الغيورين بها،هذا ويمكن أن نذكر،أن المجلس الجماعي سبق وأن  قدم مجموعة من الاقتراحات بخصوص الباعة الجائلين،تم تنزيل البعض منها،فيما لا زالت بعض الأفكار في حاجة الى أرضية مناسبة حتى تتطور الى أوراش ،شأن بعض المدن المغربية ،التي استطاعت الى حد ما تنظيم هذه الفئة وتحرير الملك العمومي،خاصة الشوارع والطرقات والأزقة،وهذا دور السلطة المحلية في عهدها الجديد،التي يظهر أن لها منطق جديد في تحليلها للظاهرة،علما  أن الباشا الجديد  له تجربة مع هذه الفئة،ونجح في التقليل من اكتساحها حسب ما يروج،فقط،ضرورة الاسراع بايجاد حلول ناجعة وفق مقاربة تشاركية يشارك فيها الكل: سلطة،أمن،هيئات مدنية ونقابية ونقابية،منتخبون…،لأن الغاية حسب وزير الداخلية في حديثه عن الباعة الجائلين،هي ايجاد مساحة تفاهم بين الباعة والسلطة،تكون من بين أهدافها الاتفاق على شروط العمل داخل رقعة جغرافية معينة.

مشاركة