صوت العدالة- عبد السلام اسريفي
في مبادرة فريدة من نوعها على مستوى الجماعات الترابية بالمملكة، تستعد جماعة تيفلت لإطلاق “الجائزة الوطنية تيفلت للماء” ضمن فعاليات الدورة الحالية من مهرجانها الثقافي، المرتقب تنظيمه خلال الفترة الممتدة من 16 إلى 20 يوليوز 2025. وتأتي هذه الجائزة المبتكرة ثمرة تعاون بين جماعة تيفلت وجامعة محمد الخامس بالرباط، وتستهدف تشجيع البحث العلمي في قضايا الماء والموارد المائية بالمغرب.
وقد باشر رئيس الجماعة الترابية لتيفلت، السيد عبد الصمد عرشان، سلسلة من الاتصالات الرسمية مع رئيس جامعة محمد الخامس، السيد محمد الغاشي، بهدف التحضير للإعلان الرسمي عن هذه الجائزة الوطنية، التي يُرتقب أن تُشكل محطة مرجعية في تحفيز الإبداع الأكاديمي لدى طلبة الدكتوراه، وتعزيز مساهماتهم في إيجاد حلول مبتكرة للتحديات المرتبطة بتدبير الثروة المائية.
من ندوة علمية إلى مبادرة وطنية
فكرة تنظيم الجائزة انبثقت من أشغال الندوة الوطنية حول الموارد المائية، التي نظمتها جماعة تيفلت خلال شهر فبراير الماضي. وخلال هذه الندوة، أعلن رئيس المجلس الجماعي عن اعتزام إدارة مهرجان تيفلت الثقافي، بتنسيق مع شركائها الأكاديميين، إطلاق مسابقة علمية وطنية موجهة لطلبة الدكتوراه من مختلف الجامعات المغربية، لاختيار أفضل البحوث والدراسات التي تتناول قضايا الماء والتغيرات المناخية والابتكار في مجال تدبير الموارد المائية.
وقد تقرر تخصيص غلاف مالي مهم لهذه الجائزة، يعكس إرادة حقيقية لدى القائمين على المبادرة لجعلها تقليدًا سنويًا يواكب النقاش الوطني حول مستقبل الماء بالمغرب، ويعزز مكانة الجامعة المغربية كشريك في بلورة الحلول العمومية.
رهان على الوعي العلمي والانخراط المؤسساتي
لا تقتصر أهداف الجائزة على الجانب العلمي فحسب، بل تسعى أيضًا إلى ترسيخ مكانة الماء كقضية وطنية واستراتيجية، تقتضي تعبئة جماعية وانخراطًا فعليًا من كافة الفاعلين المؤسساتيين، في انسجام تام مع البرنامج الوطني الاستراتيجي للماء، الذي يقوده صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والرامي إلى ضمان الأمن المائي للمملكة في ظل التحديات المناخية والضغط المتزايد على الموارد الطبيعية.
وفي هذا السياق، أكد عدد من المتتبعين أن “جائزة تيفلت للماء” تُعد نموذجًا يُحتذى به في كيفية ربط المجهود الثقافي المحلي بالقضايا الحيوية ذات البُعد الوطني، من خلال تسخير فضاءات المهرجان لخدمة البحث الأكاديمي والمصلحة العامة.
جماعة تيفلت: نحو إشعاع وطني بمعايير جديدة
بهذه المبادرة، تؤكد جماعة تيفلت موقعها كفاعل مؤسساتي طموح، يسعى إلى تجاوز الأدوار التقليدية للجماعات الترابية، من خلال الانخراط في الديناميات الوطنية الكبرى ومواكبة التحولات البيئية والمجتمعية الراهنة، عبر آليات التشجيع والتحفيز والابتكار.
ويرتقب أن يحظى الإعلان الرسمي عن الجائزة، خلال مهرجان تيفلت الثقافي في نسخته الخامسة، بتغطية إعلامية واهتمام أكاديمي واسع، بالنظر إلى طابعها الوطني وقيمتها الرمزية والعلمية.
