صوت العدالة- عبد السلام اسريفي
في خطوة نوعية ترسّخ التزام المجتمع المدني بقضايا الإدماج والرعاية الاجتماعية، احتضنت مدينة تيفلت اليوم الثلاثاء 27ماي الجاري، ندوة علمية هامة حول اضطراب طيف التوحد، نظمتها جمعية الأمل لأطفال التوحد، وذلك تحت شعار: “يدًا بيد نحو مجتمع واعٍ عن التوحد”. وتزامن تنظيم هذه الندوة مع الاحتفاء باليوم العالمي للتوحد، ومع تخليد الذكرى العشرين لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مما أضفى على الحدث بعدًا وطنيًا وإنسانيًا لافتًا.
عرفت الندوة، التي احتضنها المركز السوسيو-تعليمي لأطفال اضطراب التوحد، حضور شخصيات وازنة، على رأسها الكاتب العام لعمالة إقليم الخميسات، الذي كان في استقباله رئيس المجلس الجماعي لتيفلت، ومدير دار التوحد، وباشا المدينة، والمنتخبون، إضافة إلى عدد من ممثلي الهيئات المدنية والعسكرية.
وقد شكّلت الندوة منصة علمية لتسليط الضوء على آخر مستجدات التشخيص والتكفل بالأطفال في وضعية توحد، كما تم عرض تجارب ميدانية ناجحة لجمعيات ومؤسسات تشتغل في المجال، وسط تفاعل ملحوظ من طرف الحاضرين، من أطر تربوية وأسر ومهتمين بالشأن الصحي والاجتماعي.
وفي كلمة له خلال اللقاء، أشاد رئيس المجلس الجماعي لتيفلت السيد عبد الصمد عرشان، بالدور المحوري الذي تلعبه جمعيات المجتمع المدني في مواكبة الأطفال ذوي اضطراب التوحد، مبرزًا أهمية توفير مزيد من الدعم والتنسيق المؤسساتي لضمان إدماج فعلي وفعّال لهذه الفئة في المجتمع.
من جانبه، نوّه الكاتب العام لعمالة إقليم الخميسات بجودة التنظيم وعمق محتوى الندوة، مؤكّدًا التزام السلطات الإقليمية بدعم كل المبادرات الهادفة إلى تحسين وضعية الأشخاص في وضعية إعاقة، خصوصًا الأطفال، ضمن رؤية تنموية شاملة ومندمجة.
وفي ختام الندوة، عبّر رئيس جمعية الأمل السيد عبد العالي بوطاهيري عن اعتزازه بالنجاح الذي حققته هذه التظاهرة، مؤكّدًا أن الجمعية ستواصل جهودها لنشر الوعي المجتمعي باضطراب التوحد، محاربة الصور النمطية المرتبطة به، والعمل على تسهيل الإدماج المدرسي والاجتماعي للأطفال المصابين.
وتأتي هذه المبادرة في سياق المقاربة التشاركية التي تتبناها الجمعية، والتي تروم تعزيز انخراط مختلف الفاعلين في خدمة قضايا الطفولة وحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، وفق مقاربة حقوقية وتنموية شاملة، تراعي مصلحة الطفل ذو الإعاقة والأسرة المحتضنة.
