صوت العدالة – المكتب الجهوي
استطاعت مدينة تيفلت في ظرف وجيز من تحقيق أرقام متقدمة الى جانب المدن المغربية النظيفة،وهذا بفضل مجهودات متواصلة لكل المتدخلين( مجلس جماعي،سلطة محلية،الشركة القابضة،مجتمع مدني،ساكنة)،حيث يكفي أن تقوم بجولة في المدينة لتقف عن قرب على حجم المجهودات التي بذلت في الموضوع.
لكن ،هذا لا يعني،أن المدينة تخلصت فعلا من بعض النقط السوداء،التي تتحول باستمرار ،بل وتتضاعف في بعض الأحيان،والسبب حسب المتابعة التي أشرفت عليها بعض الجمعيات المهتمة بالبيئة يرجع الى عامل مرتبط بثقافة المجتمع وسلوكه اليومي: فغالبا ما يقوم بعض السكان بالتخلص من النفايات في أوقات متفرقة،قد تصادف مرور شاحنة جمعها ونقلها ،وقد يتخلفوا عن ذلك،ما يتسبب في انتشارها بشكل كبير وتعفن مكانها.
ويبقى من واجب المواطن،المساهمة في نظافة حيه أو منطقته،لأن هذا دوره ،ولا يمكنه التهرب منه،فالشركة المكلفة بالنظافة مهمتها جمع النفايات والتخلص منها في مطرح خاص ،لكن،تكاثف المجهودات ،والمساهمة في الحفاظ على نظافة المدينة،وتغيير السلوك اليومي في التعامل مع النفايات،والمواكبة لأشغال الشركة وتنبيهها واخبارها في حالة وجود تقصير،هو السبيل الوحيد للقضاء على هذه النقط السوداء.
فالمدينة بشهادة الجميع،عرفت نقلة نوعية في مجالات كثيرة،ولا يمكنها الاستمرار في ذلك دون مساهمة الجميع،لأنه في النهاية ،المستفيد الأول هو المواطن.
وحسب بعض المصادر المهتمة بقطاع النظافة بالمدينة،هناك مجهودات كبيرة من قبل المجلس الجماعي،الذي يواكب بشكل يومي تحركات وأشغال الشركة القابضة،بل وهذا هو الأهم المساهمة في التخلص من بعض النقط السوداء والاشتغال الى جانب عمال الشركة ،خاصة في المناطق الآهلة بالسكان ،حيث هناك استهلاك مضاعف وحركة مضاعفة ما يخلف بقايا تنتشر داخل الأحياء والأزقة بشكل محرج.
فالنظافة مسؤولية الجميع،ولا يمكن أن نرمي بالكرة في ملاعب أحد المتدخلين دون الآخر،فالمجلس الجماعي في شخص رئيسه،وقع عقد مع شركة مهمتها هي جمع النفايات والتخلص منها،بل كلف بعض مستشاريه بتتبع ومواكبة عمل الشركة،التي بدورها يبقى من واجبها الاشتغال وفق المعايير المتفق عليها،كما أن المجتمع المدني،الذي يقترح نفسه كشريك،عليه التدخل وتنظيم حملات توعية داخل الأحياء،وتقديم حلول حول كيفية التعامل مع النفايات،كما أن الساكنة،عليها قبل مساءلة المسؤولين ،أن تساءل نفسها حول مدى احترامها للبيئة والفضاء العام داخل الأحياء،عليها السهر على الحفاظ على نظافة الأحياء بالتنسيق مع الشركة المكلفة والمجلس الجماعي.
