في عملية نوعية، تمكن الدرك الملكي بمدينة القنيطرة من حجز كمية كبيرة من المخدرات تعود ملكيتها للمشتبه به (ع.ج.) المعروف بألقاب “النينيو” و”البريمو”. العملية أسفرت عن كشف خيوط شبكة إجرامية متشابكة، يقودها هذا الشخص، الذي يُعد من أبرز المطلوبين في قضايا التهريب الدولي للمخدرات.
خلال التحقيق، أعلم الدرك الملكي بالقنيطرة نظيره في طنجة بضرورة التدخل في محل تابع للمشتبه به هناك، حيث كانت المخدرات مخزنة. لكن، وبشكل مثير للجدل، لم يتم أي تدخل، ما يعزز الشكوك حول مدى نفوذ ع.ج. وصلاته القوية مع مسؤول أمني رفيع المستوى بطنجة التي تمنحه الحصانة من الملاحقة القانونية.
المشتبه به “النينيو”، المعروف بادعائه امتلاك السلطة، يتمتع بسجل حافل بالجرائم. فقد سبق أن قتل شخصين في مدينة الراشدية دون أن يُدان، كما اعترض أحد الجمركيين المعروفين بـ”المشيطا” عبر عصابته بمنطقة عين مشلاوة واعتدوا عليه، كما له عملية اختطاف اخرى في قضية درعة مع المدعو المراكشي المحكوم ب 12 سنة سجن، وضُبط بحوزته مبلغ مالي كبير يُقدر بـ 300,000 يورو في مدينة تطوان، يُعتقد أنه مرتبط بأنشطته الإجرامية. إضافة إلى ذلك، شهدت الجزيرة الخضراء بإسبانيا سقوط ثلاث شاحنات تابعة له كانت محملة بالمخدرات، ما يكشف عن مدى اتساع عملياته العابرة للحدود.
هذه القضية تسلط الضوء على تحديات مواجهة الجريمة المنظمة في المغرب، خاصة عندما تتشابك السلطة مع النفوذ. فهل ستنجح السلطات هذه المرة في تفكيك الشبكة، وتقديم “النينيو” وشركائه للعدالة؟
الرأي العام ينتظر بفارغ الصبر تحركًا حاسمًا ضد هذه الشبكة، وإجابات واضحة حول قدرة الأجهزة الأمنية على كسر هذه الحصانة المزعومة التي يتمتع بها هذا المشتبه به الخطير.
