مازالت عائلة التلميذ “م.ي”، ذي 17 ربيعا، الذي أقدم على محاولة الانتحار أمس الجمعة بمدينة الدار البيضاء بسبب ما اعتبر “سوء تفاهم بينه وبين مدير المؤسسة التي يدرس بها” من جهة، و”ضبطا في حالة غش” من جهة ثانية، تنتظر مصير ابنها المعلق بين الحياة والموت.
ففي وقت تداولت عدد من المنابر الإعلامية أن التلميذ المعني بالأمر، والذي كان يجتاز الامتحان الجهوي للباكالوريا بمؤسسة ابن رشد الثانوية التأهيلية بحي الرحمة التابع لجماعة دار بوعزة، قد لقي مصرعه جراء إلقاء نفسه من الطابق الخامس من إحدى العمارات المحاذية لمكان إجراء الامتحان، علمت صوت العدالةأن الفتى تم نقله زوال اليوم السبت إلى الغرفة 17 بقسم الإنعاش بمستشفى ابن رشد، في انتظار إجراء العمليات الجراحية الضرورية.
والد التلميذ اليوسفي قال في اتصال هاتفي بصوت العدالة إن ابنه معلق بين الحياة والموت، معاتبا كلا من وزارة التربية الوطنية ووزارة الصحة حول ما اعتبره تقصيرا في تتبع الحالة الصحية للتلميذ. “ابني مرمي بغرفة الإنعاش ولا أحد من المسؤولين زارنا أو تفقد أحوالنا”، يقول الوالد.
وأوضح المتحدث ذاته أن ما يهمه في المرحلة الحالية هو التسريع في إنقاذ ابنه من الموت عبر إجراء العمليات الجراحية الضرورية في أسرع وقت، معبرا عن قلقه من تأخيرها إلى غاية الاثنين المقبل، بسب ما أخطره به مدير المستشفى الجامعي الذي يرقد فيه التلميذ.
وحسب إفادات الوالد، ينتظر أن يجري التلميذ عملية أولى على مستوى الظهر، فيما لم يعلم بعد عدد العمليات الإضافية أو نوعيتها.
“أناشد الملك التدخل العاجل في هذه الحالة لإنصاف ابني”، يقول اليوسفي في رسالة اختار توجيهها إلى أعلى سلطة في البلاد، وزاد: “انتظرت تحركات المسؤولين طيلة الساعات الماضية ونحن نرى ابننا معلقا بين الحياة والموت”.
كما طالب الوالد المكلوم بفتح تحقيق في واقعة “الغش”، مضيفا أن “الضحية بشهادة عدد كبير من أقرانه وإحدى أستاذاته السابقات لم يكن يغش، بل وقع في سوء تفاهم مع مدير المؤسسة”، قبل أن يزيد: “لنفرض أنه كان يغش، هل من القانوني تركه يغادر المؤسسة بتلك الطريقة بدل أن تطبق في حقه المسطرة القانونية؟”.
وشهد حي الرحمة بمدينة الدار البيضاء أمس الجمعة هذا الحادث المأساوي، إذ هوى التلميذ الذي يتابع دراسته في الأولى باكالوريا من سطح إقامة سكنية ذات خمسة طوابق، بعد مشكل صادفه داخل حجرة الامتحان، وذلك بعدما فضل المراهق وهو في حالة غضب قصوى إنهاء الموضوع بالإقدام على محاولة وضع حد لحياته.