الرئيسية أخبار وطنية تكريماً لدار المجاهد محمد الخضير الحموتي بمناسبة ذكرى الاستقلال المغربي واندلاع حرب التحرير الجزائرية

تكريماً لدار المجاهد محمد الخضير الحموتي بمناسبة ذكرى الاستقلال المغربي واندلاع حرب التحرير الجزائرية

IMG 3540
كتبه كتب في 17 نوفمبر، 2024 - 1:28 مساءً

صوت العدالة: محمد زريوح

شهدت مدينة بني أنصار، صباح يوم الأحد 17 نوفمبر، حدثاً مميزاً تمثل في تنظيم زيارة ميدانية إلى دار المجاهد محمد الخضير الحموتي. جاءت هذه الزيارة بمناسبة الذكرى الـ69 لعيد الاستقلال المغربي ومرور 70 سنة على اندلاع حرب التحرير الجزائرية، وهي محطة لتخليد رمزية النضال المشترك الذي جمع الشعبين في كفاحهما ضد الاستعمار من أجل الحرية والاستقلال.

تضمنت الزيارة لحظة تكريمية خاصة حيث تم وضع إكليل من الزهور أمام منزل المجاهد الحموتي، تعبيراً عن الامتنان والعرفان لما قدمه من تضحيات جسيمة لصالح قضيتي تحرير المغرب والجزائر. كما تمت قراءة الفاتحة ترحماً على أرواح شهداء المقاومة، في خطوة جسدت عمق الروابط التاريخية بين البلدين وأهمية الحفاظ على ذاكرة النضال المشترك.

حضور بارز لشخصيات من المغرب والجزائر

شارك في هذه المناسبة عدد من الشخصيات البارزة، التي جمعت بين النخب الثقافية والإعلامية والحقوقية من المغرب والجزائر. كان من بين الحاضرين الأستاذة أمينة ابن الشيخ، مستشارة رئيس الحكومة المكلفة بملف الأمازيغية ومديرة جريدة “العالم الأمازيغي”، والتي عُرفت بدفاعها عن القضايا الأمازيغية في المغرب. كما حضر الأستاذ هشام عبود، الصحافي والكاتب الجزائري المعروف بمواقفه الجريئة في الدفاع عن الحريات والذاكرة النضالية الجزائرية.

كما كان من بين المشاركين الأستاذ أنوار مالك، الصحافي والحقوقي الجزائري، الذي أبدى اهتماماً كبيراً بتوثيق تاريخ النضال المشترك بين الشعبين. بالإضافة إلى ذلك، حضر الأستاذ خضير الحموتي، رئيس مؤسسة محمد الخضير الحموتي، والذي يعمل على توثيق إرث والده النضالي، والأستاذ رشيد الراخا، رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، الذي أكد أهمية العمل على إبراز الدور التاريخي لشعوب شمال إفريقيا في مقاومة الاستعمار.

التحضير لمائدة مستديرة حول النضال المشترك

تأتي هذه الزيارة في سياق التحضيرات لمائدة مستديرة ستُعقد يوم الاثنين 18 نوفمبر بفندق النخيل بمدينة الناظور. هذه المائدة، التي ستناقش موضوع “المشاركة المغربية في حرب تحرير الجزائر”، تنظمها جريدة “العالم الأمازيغي” بشراكة مع “التجمع العالمي الأمازيغي” ومؤسسة “محمد الخضير الحموتي لحفظ ذاكرة شمال إفريقيا”.

تهدف الفعالية إلى تسليط الضوء على المساهمات المغربية في الثورة الجزائرية، وإبراز التضحيات المشتركة التي وحدت بين الشعبين في مواجهة المستعمر الفرنسي. كما تهدف إلى إبراز الدور الكبير للمجاهدين المغاربة، مثل محمد الخضير الحموتي، الذين ساهموا في تعزيز العمل النضالي بين البلدين.

محمد الخضير الحموتي: إرث من النضال

يُعد محمد الخضير الحموتي من أبرز رموز المقاومة في شمال إفريقيا. وُلد في منطقة الريف شمال المغرب، وعُرف بمواقفه البطولية في مواجهة الاستعمار الفرنسي والإسباني. برز الحموتي كأحد القادة المغاربة الذين دعموا الثورة الجزائرية من خلال توفير الدعم الميداني واللوجستي وتنسيق الجهود مع قادة المقاومة الجزائرية، ما جعله شخصية محورية في النضال من أجل استقلال البلدين.

إرثه اليوم يُخلد من خلال مؤسسة تحمل اسمه، تعمل على حفظ ذاكرة النضال التحرري في شمال إفريقيا، وتسليط الضوء على مساهماته التي عكست روح التضامن والتآزر بين الشعبين المغربي والجزائري.

رسالة النضال المشترك

هذه الزيارة وما تحمله من رمزية، تأتي للتأكيد على أهمية الحفاظ على ذاكرة النضال المشترك بين المغرب والجزائر. فهي ليست مجرد حدث تاريخي، بل رسالة تستحضر قيم التضحية والتضامن التي جمعت شعوب المنطقة في مواجهة الاستعمار. كما تُبرز أهمية العمل على ترسيخ هذه القيم في الأجيال الصاعدة، وتوثيق التضحيات التي قدمها الأبطال في سبيل الحرية والاستقلال.

من خلال مثل هذه المبادرات، تتجدد الروابط الأخوية بين الشعبين، وتتعمق أواصر التقدير المتبادل للتاريخ المشترك، ليبقى إرث النضال الجماعي حياً في الذاكرة الجماعية لشعوب شمال إفريقيا.

IMG 3542
IMG 3541
مشاركة