في تقرير حديث للمركز الجامعي حول دراسة الإرهاب (IUCTS)، تم تصنيف المغرب بين الدول “الأقل تأثرا” بالأعمال الإرهابية في منطقة شمال إفريقيا والساحل، بتسجيل 0 هجمة تخريبية سنة 2016.
وأعلن التقرير أن معدل الهجمات الإرهابية في المنطقة المغاربية والساحل ارتفع سنة 2016 إلى 14 في المائة، لتسجل ثاني أكبر معدل بعد الهجمات الإرهابية في الـ11 من شتنبر بالولايات المتحدة الأمريكية، مبرزا أن ليبيا ومالي وتونس والجزائر هي الدول الأكثر تأثرا بموجة الهجمات الإرهابية، بعدد هجمات قدر بـ125 و64 و16 و13 هجمة على التوالي.
وأفاد التقرير المعنون بـ”الإرهاب بشمال إفريقيا والساحل سنة 2016″، الذي شارك في صياغته معهد بوتوماك للدراسات السياسية، بأن “المغرب أكد سنة 2016 قدرته على مكافحة الإرهاب، ما يظهر جليا من خلال الحملات الاستباقية لاعتقال المشتبه في تورطهم في هذه الأفعال، وحجز الأسلحة وإجهاض المخططات الإجرامية”.
وأشاد التقرير بـ”دعوة الملك محمد السادس إلى نبذ العنف والتطرف، ومحاربة كل من يستعمل معتقداته السياسية لتبرير العنف السياسي”، مسلطا الضوء على القضية التي أثارت جدلا كبيرا قبل شهور من الآن، حينما قررت السلطات منع صناعة البرقع والمتاجرة به.
وعن هذا الإجراء، اعتبر التقرير ذاته أن “صناعة وترويج البرقع، الذي يغطي سائر الوجه والجسد بالنسبة للنساء المسلمات، يمكن أن يستغل في القيام بهجمات إرهابية”، على حد تعبيره، وأضاف أن “عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، والإستراتيجيات الشاملة التي اعتمدتها الرباط، الرامية إلى التعاون الدولي، تساهم في بلورة إسلام متسامح، قد يكون نموذجا عمليا لحصر التهديدات الإرهابية المحتملة في مستويات يمكن التحكم فيها”.
وشددت الوثيقة نفسها على أن منطقة المغرب الكبير والساحل ليست في منأى عن تداعيات العنف الجاري في العراق وسوريا، منبهة إلى ضرورة محاربة تزايد توسع شبكة العلاقات التابعة للدولة الإسلامية بالمنطقة المذكورة، والقطع مع توظيف عناصر تابعة للقاعدة والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في هذه الدول، نظرا لتزايد نفوذ هذه التنظيمات الإرهابية بالمنطقة.
وفي سياق متصل، جدد عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التأكيد على أن مكتبه تمكن منذ إحداثه من تفكيك 43 خلية يشتبه في ضلوعها في أعمال إرهابية، مشددا على أن المملكة تتبع مقاربة استباقية في التعامل مع ظاهرة التطرف.
كما أفاد الخيام، في حوار بثثته قناة “فرانس 24″، بأن عدد الناشطين المغاربة في مناطق التوتر بلغ إلى حدود الساعة 1623 شخصا، مقابل 78 آخرين عادوا من المناطق ذاتها؛ فيما قتل 400 مغربي في بؤر التوتر التي ظهرت في كل من العراق وسوريا بعد أحداث الربيع العربي.