الرباط – متابعة
احتضن مقر جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، يوم الثلاثاء 23 دجنبر 2025، فعاليات الإكليل الثقافي في دورته السابعة، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والذي تميز بتقديم وتوقيع الجزء الخامس من كتاب «ذاكرة هوية ووطن.. مذكرات من الداخلة» للأستاذ والكاتب الحسن لحويدك.
وقد ترأس هذه الجلسة الفكرية الدكتور مصطفى الجوهري، بحضور نخبة من الأكاديميين والمثقفين والفاعلين الجمعويين، حيث شكل اللقاء مناسبة للوقوف عند المستجدات الوطنية والدولية المرتبطة بقضية الصحراء المغربية، من خلال قراءة تحليلية وتوثيقية تضمنها هذا الإصدار الجديد.
وفي كلمته بالمناسبة، عبّر الأستاذ الحسن لحويدك عن اعتزازه بإدراج تقديم كتابه ضمن برنامج الإكليل الثقافي، منوهاً بالدور الريادي الذي تضطلع به جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة في تعزيز النقاش الفكري الرصين وخدمة القضايا الوطنية الكبرى. كما أكد أن هذا الجزء الخامس يأتي في سياق وطني ودولي خاص، يتزامن مع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، ومع التحولات النوعية التي تشهدها قضية الصحراء المغربية.
وأوضح المتدخل أن هذا الإصدار يوثق، بأسلوب كرونولوجي، لأبرز المحطات الدبلوماسية والتنموية التي عززت الموقف المغربي، وفي مقدمتها الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وتنامي الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، فضلاً عن قرار مجلس الأمن رقم 2797 الذي اعتبر المبادرة المغربية الإطار الجاد والوحيد لتسوية النزاع الإقليمي المفتعل.
وسلط الكاتب الضوء على الدور الحاسم الذي تضطلع به الدبلوماسية الملكية، المدعومة بدبلوماسية برلمانية ومدنية موازية، في تحقيق انتصارات متتالية لفائدة الوحدة الترابية، مشيراً إلى فتح عدد متزايد من القنصليات بالأقاليم الجنوبية، وما يحمله ذلك من دلالات سياسية واقتصادية تعكس الاعتراف العملي بمغربية الصحراء.
كما توقف عند الدينامية التنموية التي تعرفها جهات الصحراء المغربية، مبرزاً الأوراش الكبرى التي تم إطلاقها، من قبيل ميناء الداخلة الأطلسي، الطريق السريع تزنيت–الداخلة، مشاريع الطاقات المتجددة، تحلية مياه البحر، والمناطق الصناعية، مؤكداً أن هذه المشاريع تجسد الرؤية الملكية الرامية إلى جعل الأقاليم الجنوبية قطباً استراتيجياً للتنمية المستدامة والانفتاح على العمق الإفريقي.
واختتم اللقاء بالتأكيد على أن كتاب «ذاكرة هوية ووطن.. مذكرات من الداخلة» يندرج ضمن الدبلوماسية الثقافية الموازية، ويعكس التزاماً مدنياً وثقافياً بالدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، انسجاماً مع التوجيهات الملكية السامية التي تجعل من قضية الصحراء المغربية قضية جميع المغاربة دون استثناء.


















