تحقيق: م. البشيري/ع.الحساني/ع.السباعي .
صوت العدالة
أوقفت الشرطة القضائية بأمن البرنوصي بالبيضاء يوم الجمعة 02 غشت الجاري أحد الاشخاص والمدعو (م.المشرف) على خلفية النصب والاحتيال على العشرات من الضحايا، وانتحال صفة ديبلوماسي ومسؤول استخباراتي، بعدما أوهمهم بإمكانية حصولهم على تأشيرات للهجرة الى دول اوروبية كهولندا وايطاليا. و سويسرا .
نصاب زاهد :
“والله العظيم أولدي على وجه الفقيه، غادي نقبل منك هاد المليون تا تجيب الباقي…” النصب باستحضار الاحاديث النبوية، واستشهادات قرآنية.. تلك كانت إحدى الحيل التي انطلت على جميع ضحاياه، مؤكدا أن العمل الذي يقوم به (م.المشرف) لا ناقة له فيه ولا جمل، بل هو خالص لله، يروم تقديم خدمات جليلة لأبناء هذا الوطن.. ولادي خدااامين بخير وعلى خير.. ما خاصني وااااالو، ولكن ولاد البلاد كيبقاو فيا …شااايلاه اسيدي..!!!
واش ديك الزربية موجودة..!!! بهذه العبارة كان يحدث أحد ضحاياه بلغة الرموز، طالبا منه عدم الكشف والافصاح أمام الاخرين عن أي معطى او معلومة بخصوص صفقة الهجرة الى اوروبا، باش تكون فيها البركة ديال سيدنا رسول الله كما يقول.. مذكرا الضحية بالحديث الشريف استعينوا على قضاء حوائجكم بالكثمان..
النصاب ولي من أولياء الله .. عمليات النصب والاحتيال التي تجاوزت 100حالة، غالبا ما يتم اختيار محيط المسجد كفضاء لها، لانتقاء عينات دون أخرى، يتعرف عليهم بعد آداء ركعات وهمهمات تمويه لاظهار الزهد والورع..ليلف شباكه على حين غرة على ضحية عن يمينه أو الشمال، مفتتحا الكلام بالسلام، والتذكير بفضل أدعية الصباح والمساء..ليختمها بقصته التي ألفها الجميع فيما بعد ” أنا راه ضابط ومسؤول كبير، الى عندك شي غرض نقضيه ليك لله تعالى.. فتبدأ الحكاية.
عندك شي ولد ؟ اوا الله اصلح؟ مخدامش؟!!! انا نديرو بحال ولدي انسفرو لهولندا…!!! لتنطلق عملية التخدير التدريجي الى أن يسقط المعني في الشرك المنصوب له بإحكام، لتبدأ اللقاءات بكلمة كولشي لله، وتنتهي بسلب الضحية لملايين دون أن يعي أن صاحبه نصاب محترف.. تتوالى الضحايا الواحد بعد الاخر الى أن تجاوز العدد أزيد من مائة حالة نصب.. إنها الغنيمة.. كيف كيقولو فلوس اللبن كيديهوم زعطوط.
زعطوط هذه المرة لم يكن ذكيا بما يكفي.. ففي لحظة طمع وجشع، لجعل امبراطورية النصب اكثر اتساعا، سيلتقي مع حالة فريدة، قلبت كل الموازين، واربكت حساباته التي ظل محافظا على توازنها لسنوات.. إنه احد الصحفين باحد المواقع الالكترونية الكبيرة و المعروفة رفقة اخ له و هو -طالب كلية العلوم بالبيضاء- حيث تمكنا من حل شفرة اللغز في ايام قلائل لم تتجاوز الاسبوع بعد لقائه ب زعطوط..عفوا -النصاب- وتسليمه المبلغ المالي المتفق عليه مقابل ضمان دور له في رقعة الشطرنج، ليفطن بعد مكالمة هاتفيه بالصدفة أنه ضحية عمليه نصب.
خطة وتنسيق محكم:
الطماع كيقضي عليه الكذاب.. مقولة انطلق منها طالب الفيزياء ليعيد الامور الى نصابها، حيث عمل على وضع شكاية أولية لدى النيابة العامة بالمحكمة الزجرية عين السبع ثم الشرطة القضائية بالبرنوصي ، ليكمل مشواره ضمن خطة محكمة رسمتها العناصر الأمنية بدقة في تقمص دور الضحية “المغفل” للايقاع بزعطوط في حالة تلبس، وهذا ما حصل بالفعل، حيث تم تحديد موعد ومكان تسليم الدفعة الثانية من المبلغ المالي المتفق عليه بأحد المقاهي المعروفة بمنطقة الازهر قبالة ” مقاطعة الازهر “، وليضمن الطالب الداهية نجاح الخطة، فقد أوهم النصاب بوجود شاب سيلتحق جديد بالركب، يريد هو الاخر حظه من الاستفادة من تأشيرات السفر والهجرة نحو هولندا الجنة الموعودة..
زعطوط ضمن توسع امبراطورية الجشع، وبدت ملايين الضحية التالي أقرب الى المنال، فحرص كل الحرص على حضور اللقاء،والاتصال بالطالب مرات عدة ليطمئن قلبه أن الامور تسير بشكل جيد، وبالفعل التقى الجمعان، وكل يدعي الوصل بليلى.. فالاول يبتغي الحصول على الملايين، والثاني ينصب شركا للنصاب ليوقعه في قبضة الأمن.. الحاصول لي جراتو المعزة فالجبل خلصاتو عند طالب الفيزياء..
لحظة الاعتقال:
أنا ضابط و مسؤول فالمخابرات… هكذا كان الجواب عفويا، بعدما تفاجأ برجال الأمن وهم يطالبونه بالبطاقة الوطنية، ظنا منه أنه إجراء روتيني ليس إلا،ولم يخطر بباله قطعا أنه صار ضحية دهاء طالب شعبة الفيرياء.. ليحاول بعدها ابعاد كل الشكوك عنه مطالبا الطالب ومرافقه بالرحيل حتى لا ينكشف أمره أمام رجال الأمن بالقول ..”صافي نتوما غير سيرو الله اسهل عليكم”.. قبل أن يتدخل أحد ضباط الشرطة القضائية بالقول.. وااا الشريف، بلاتي كيفاش امشيو … واش نتا وكيل الملك تقول ليهم سيرو .. علاش شكون نتا، ليقول لهم مجددا “أنا عميد شرطة”.. واااهذا وجهو قاسح، مرة ضابط مرة عميد.. معرفنا منين نشدوه.
وقد عملت الشرطة القضائية على ضبط المحجوزات فور اعتقال النصاب الثماني.. وهي عبارة عن أوراق مالية تسلمها كدفعة ثانية من أحد ضحاياه، والتي تعد دليل اثبات بالتلبس بعد كمين محكم نصب له في قضية النصب والاحتيال…. الى بغيت تنزل لقاع البير..طول حبالك!!!
حزم رجال الأمن ويقظتهم لم تترك له المجال، فبعد السلام قدموا له فرصة وحيدة للكلام.. ليقول قولته الشهيرة أنا ضابط وعميد..ليتم ايقافه بعد تدخل ناجح بكل المقاييس، الدقة في الزمان والمكان، كانت كفيلة للاطاحة بأحد أهم وأخصر النصابين على الاطلاق، بعد سنوات من البحث والتحري بموجب مذكرات وطنية.
نشير أنه قد تم احالته على انظار النيابة العامة يومه الاحد 4 غشت الجاري والتي أمرت بايداع الموقوف سجن عكاشة بعين السبع بالدار البيضاء ، ليحدد مثوله في اليوم الموالي يوم الاثنين 5 غشت خلال جلسة الزوال .ليتبين بعدها انه مبحوث عنه ضمن مذكرات بحث وطنية من قبل الدرك الملكي والامن الوطني منذ 2013، إذ يعد من المحترفين الذين لا يتركون ادنى شك لذى الضحايا بأنه شخص ورع تقي، خاصة مع سيارته الفارهة آخر مديل ومظهره الانيق وربطة عنقه الافرنجية الصنع، وكلماته المفرنسة بين الحين والآخر تجعل الكل يقتنع إلزاما بصحة رواياته.. وهذا ما حاول تأكيده أثناء عملية التحقيق، حيث صرح أنه عميد شرطة.. ثم استدرك بالقول أنا مسؤول ديبلوماسي ليتراجع بعدها عن أقواله بعد مواجهته بضحاياه.
الأعتراف الأخير:
أنا نصاب..!! عبارة لم يكن يظن يوما أنه قد يعترف بها، لكن الحياة التي حكمت عليه أن يلتقي وجها لوجه، مع طالب الفيزياء، ( س .ب ) هذا ومن المنتظر أن تقول العدالة كلمتها بعدما تبين وجود عناصر جرمية متوفرة في الأبحاث تشكل جريمة انتحال صفة و النصب والاحتيال، استنادا إلى الفصل 540 من القانون الجنائي عبر تقديم وعود مؤكدة وهمية و كاذبة لكل الضحايا بهدف الاستحواذ على ارزاقهم..المهم لي بغا اكبر شانو..احرث مع قرانو..
