صوت العدالة : محمد زريوح
في إطار الجهود الأمنية المشتركة لمكافحة الإرهاب، نفذت المصالح الأمنية المغربية، ممثلة في المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، عملية نوعية بتنسيق وثيق مع المفوضية العامة للاستعلامات بالشرطة الإسبانية. وأسفرت هذه العملية عن توقيف أحد العناصر المتطرفة في منطقة فرخانة، ضواحي الناظور، بالتزامن مع اعتقال السلطات الإسبانية لعناصر أخرى في مدينة مليلية، من بينهم شخص سبق أن أدين في قضايا الإرهاب بإسبانيا على خلفية التحاقه بتنظيمات متطرفة تنشط في منطقة الساحل.
وكشفت التحريات الأولية أن الموقوفين يتبنون الفكر المتطرف ويعملون على استقطاب وتجنيد عناصر جديدة لصالح تنظيمات إرهابية، في إطار مخططات تهدف إلى نشر الفكر المتطرف وتهديد الأمن والاستقرار. وأكدت المصادر الأمنية أن الشخص الذي تم توقيفه في المغرب يخضع حالياً لإجراءات الحراسة النظرية تحت إشراف النيابة العامة المختصة بقضايا الإرهاب، حيث سيتم التحقيق معه للكشف عن ارتباطاته المحتملة وخططه المستقبلية.
وتعكس هذه العملية الأمنية الناجحة مدى فعالية التعاون الاستخباراتي بين المغرب وإسبانيا، حيث تتواصل جهود البلدين لتعزيز التنسيق في مواجهة الشبكات الإرهابية التي تنشط في المنطقة. ويعد هذا التنسيق جزءاً من استراتيجية شاملة تهدف إلى التصدي للتهديدات الأمنية العابرة للحدود، خاصة مع تزايد التحديات الأمنية في منطقة الساحل وشمال إفريقيا.
ويحظى التعاون الأمني بين البلدين بأهمية خاصة نظراً للجوار الجغرافي والتهديدات المشتركة التي تواجههما، ما يستدعي تعزيز الجهود المشتركة في مجال تبادل المعلومات وتنفيذ العمليات الاستباقية لمكافحة التطرف والإرهاب. وقد أثبتت العمليات السابقة أن التنسيق المغربي-الإسباني كان حاسماً في إحباط العديد من المخططات الإرهابية التي كانت تستهدف الأمن القومي لكلا البلدين.
وتأتي هذه العملية في سياق التزام المغرب وإسبانيا بالعمل المشترك لمواجهة التهديدات الإرهابية، وتعكس مدى يقظة الأجهزة الأمنية وقدرتها على التعامل مع المخاطر المحتملة. كما تؤكد مجدداً أهمية التعاون الدولي في مكافحة التطرف العنيف، مما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها.