الرئيسية آراء وأقلام تطوير الذات…عقدة الشعور بالأهمية

تطوير الذات…عقدة الشعور بالأهمية

IMG 20220907 WA0029.jpg
كتبه كتب في 7 سبتمبر، 2022 - 4:53 مساءً

صوت العدالة/ عبد الله أيت المؤذن/باحث في العلوم الإنسانية ، كوتش ومدرب ومحفز في الاداء العالي ومحاضر في تطوير الذات والمهارات الحياة.
باحث في القانون العام بجامعة ابن زهر اكادير.


كثير من الناس بل أغلبهم يريد أن يشعر بأهميته وبأنه يستطيع أن يتحكم وأن يأمر وأن ينهى، وليس أهمية بمعناها الحقيقة والتي أصلا تعطى من داخل المرء، الأهمية إن لم تعطيها وتقدرها لنفسك فلن ولن يساطيع أحد ان يشعرك بها.

فقط إن كان الشعور والاحساس من الداخل بالأهمية ثم زاد شخص آخر منح لك وأشعرك بالأهمية هنا الأفضل وارقى أهمية تستشعرها.فكم من عمل وموقف وظرف لا يحتاج اكثر من قيمته ولا يحتاج إلى التعقيد او كما يقال في المثل المغربي” تندير من حبة قبة””. ألم يقع معك وأنت تقوم بمهمة أو عمل يخصك وإنهائه،أن تتعطل هذه المهمة لا لسبب إلا لأنك واجهت شخص أو كما يقال “” سلطان الأباريق”” الذي يقول لك : أترك معاملتك عندي وتعال بعد يومين ، ثم يضعها على الرف وأنت تنظر، مع أنها لا تحتاج إلا لمراجعة أو رأي سريع منه ثم يحيلك إلى الشخص الآخر ولكن كيف يشعر بأهميتهةإلا إذا تكدست عنده المعاملات والمهمات وتجمع حوله المراجعون.
نعم إنها عقدة الشعور بالأهمية ومركب النقص بالقوة والثقة بالذات، إنه ألم الاحساس أن الآخر يفهم أكثر منك لا يبالي بك وغير مهتم ..
فعقدة الشعور بالأهمية نجدها تصل إلى حد المبادئ يتبناها أصحابها، حيث إنهم يؤمنون بالشدة والتجهم بل يؤمنون بتعقيد الأمور ومركزيتها لكي يوهموك بأنهم مهمون، وما عملوا أن أهميتهم وقيمتهم تنبع من الأخر ومما يراه ويفعله الآخر أكثر من ذواتهم.!
قال أستاذ الصحة النفسية المشارك في الجامعة الإسلامية الدكتور جميل الطهراوي: “الإنسان يميل أحيانًا إلى إظهار أهميته وإخفاء عيوبه، وهذه ليست تهمة بحد ذاتها، وإنما التهمة تكون عندما يلجأ الفرد للكذب ليصل إلى المستوى الذي يريده أمام الآخرين، وهذا ما يُعرف بالجاذبية الاجتماعية”.
لهذا ينبغي أن نحسن التعامل مع قانون مهم في السلوك الإنساني سلوك يجعل المرء يحقق المزيد من الصداقات ويجلب له السعادة ويحصل المرء على الكثير من المنافع القانون “” منح الآخرين الأهمية دائما “” فالشعور بالأهمية هو احد محددات السلوك الانساني الشعور بالأهمية هي من دفعت بالبشرية إلى الأبداع والإبتكار ، الشعور بالأهمية لا نريده أن يكون عقدة تعكر صفوة حياة أحدنا من الإنسانية، لا نريدها أن تزيد من العقد لدى أغلب الناس، الشعور بالأهمية ينبغي أن تكون حافزا كما كان يمتلكها أسلافنا وكما تحضرت الإنسانية بسببها.
يقول سيجموند فرويد “” إن كل شيء تفعلهوينحدر من دافعين.. الثاني- والاهم- الرغبة في العظمة “” .
وإذا كان هذا هو شأن الإهتمام بالأخرين وتقديرهم، فقد جاء ديننا الحنيف الإسلام وأضفى عليه صفة القداسة وجعله مبدأ من مبادئ هذا الدين ، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم : “” مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”” .
ومن اجل هذا لا ينبغي من الشعور بالأهمية أن يحس المرء أنه يفقد كرامته بقدر ما تزيد من رفعته وهيبته وليس على حساب الآخرين.

مشاركة