صوت العدالة// عبد الله أيت المؤذن./باحث في العلوم الإنسانية ، كوتش ومدرب ومحفز في الأداء العالي ومحاضر في تطوير الذات والمهارات الحياة.
باحث في القانون العام بجامعة ابن زهر اكادير.
تعد شخصيتك الحقيقية أكثر أهمية من مدى كفاءتك أي ما يمكنك فعله، فالرقي والفعالية تتجلى في الشخصية بل تعتمد على الشخصية.
لهذا أؤكد على أهمية الشخصية في حياة الفرد والشخص؛ لأنني أؤمن بأن الشخصية الحقيقية أي حقيقة الشخص تعتبر أكثر أهمية من الكفاءة أي ما يستطيع المرء القيام به. فبالطبع لكل منهما أهميته لكن الشخصية تمثل الأهمية الأساسية بل هي الحجر الأساس لبناء أفضل بنية ونظام وأسلوب ومهارات التي لا يمكنها أن تعوض تماما عيوب الشخصية.
فالشخص الناضج عاطفيا يعتبر أيضا شديد الفاعلية. والأشخاص الناضجون تكون لديهم الأنا في أفضل حالاتها ، لكنهم يحترمون أيضا الآخرين بدرجة كبيرة فهم يحدثون توازنا بين شجاعة التزامهم بالمبادئ ومراعاة الآخرين.
فالنضج الحقيقي هو موازنة بين الشجاعة ومراعاة الآخرين لأنه يعد طريقة جيدة لتحقيق نتائج متطورة وبناء علاقات أفضل وبدون هذا التوازن – غالبا- ما تحصل على نتيجة على حساب أخرى.
فرغم أن العديد من الأشخاص نجدهم قد يتلقون تعليما جيدا تقنيا، فإنهم إذا لم ينضجوا عاطفيا ففي النهاية قد تصبح مهاراتهم دون أدنى فائدة. فالمهارات لا تنتصر على الشخصية ولكن تدريب وتعليم معظم الأشخاص قد صمم لبناء الكفاءة وليس الشخصية. لهذا نجد أغلب الناس يرددون بل ينصحون شاب مقبل على الدراسة أو سوق الشغل بأن يركز على تنمية الكفاءة والتدريب عليها، بل حتى الأطفال في المستوى الابتدائي كثيرا ما تذهب توجيهات الآباء والأمهات إلى التركيز على الكفاءة وليس الشخصية.
إذن كيف سنلبي تلك الحاجة المهمة؛ الحاجة إلى التطوير المستمر الشخصية؟
يعد التواضع والشجاعة مصدر كل الفضائل، لأنه يساعدنا على تركيز حياتنا على مبادئ معينة؛ فالتواضع يساعدنا على رؤية الحاجة إلى تطوير شخصيتنا بشكل مستمر. وعلى مراعاة الآخرين.
كما أن الشجاعة أب كل الفضائل إن كان التواضع هو أم الفضائل؛ لأن الشجاعة ومراعاة الآخرين تساعدنا على أن نصبح متكاملين كأفراد. لذا قال ” كارل يونج”: ” إننا لا نحقق التفرد مطلقا أي الاكتمال التام للشخصية البشرية إلا عند التقدم في العمر”.
ومن هنا ينبغي أن يمر الفرد بمراحل مختلفة من التفرد؛ فالأمر يحتاج إلى قدر كبير من الخبرة، والممارسة عدة مرات بطرق مختلفة، قبل أن نتمكن من رؤية عواقب الانحراف عن الطريق الصحيح وقبل أن تكتمل شخصيتنا الداخلية تدريجيا.
ولهذا تحتاج أن تتحلى بالصبر مع ذاتك كي تبني شخصية قوية.فالأشخاص الذين يبدأون صغارا ثم يحاولون يذل الجهد يوما بعد يوم للاستفادة من مبادئ الرفع هذه سوف يزيدون من تأثيرهم حتى يصبحوا حقا نماذج للشخصية المثالية، وفي النهاية، قد يصبحون مرشدين ومعلمين لغيرهم.فهم يصبحون بمثابة حافزا للتغيير ونماذج للتحول بإمكانها كسر السلوك السلبي بعائلاتها أو مؤسساتها أو مجتمعها.