تطوير الذات… التفاؤل والأمل أسلوب الحياة.

نشر في: آخر تحديث:


بقلم : عبد الله أيت المؤذن مدرب ومستشار ومحفز لبناء القدرات المؤسسية والفردية وتنمية المهارات الحياتية والكوتشينغ ووسيط أسري لحل النزاعات الاسرية.وباحث في العلوم الانسانية .باحث في القانون العام بجامعة ابن زهر.


يقال “إن المناسبة شرط”، ونحن في أيام من أيام الله تعالى، أيام يحتفل فيها المسلمون والمومنون بذكرى مولد سيد الخلق وأشرف المرسلين نبي الرحمة المهداة للعالمين سيدنا محمد عليه ازكى وافضل التسليم.
وبهذه المناسبة السعيدة نتذكر، بل نتأمل في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ونستنبط دروس وعبر ونقتدي أفضل القيم والأخلاق حتى نهتدي بهديه عليه الصلاة والسلام، وتكون حياتنا كلها سعادة وطمأنينة وتسود فيها المبادئ السامية والقيم النبيلة، وحتى تكون حياتنا مفعمة بالحيوية والسرور ونحقق نجاحات وطموحات كبيرة.وحتى نسلك مسالك النجاة.
نعم إن ما يؤكد عليه العلماء في علم النفس والاجتماع والعلوم الانسانية والسلوك الانساني،واهميته في صنع المستقبل هو “” التفاؤل والأمل “” باعتباره وسيلة مهمة ومنهج رائع لصنع مستقبل أفضل وأحسن في كل جوانب حياة الانسان من حيث حياته العلمية أو الأسرية أو الشخصية أو الإجتماعية أو المهنية ، لأن التفاؤل يمنح الفرد قدرة على إنجاز التكليفات والأعمال في جو يسود فيه الصفاء الذهني والراحة النفسية ليقدر أن يخطط جيدا لحياته ويحدد الكيفية التي يصل بها إلى تحقيق طموحاته ويجعله يرتقي مكانة أكبر وأفضل، بل يزيده الأمل طاقة وأداء وحرفية في العمل.
ومن الاحاديث الشريفة التي نستحضرها في هذا المقام قول الرسول صلى الله عليه وسلم:”” تفاءلو بالخير تجدوه” نعم التفاؤل هو الحياة بكل ما تحمل الكلمة من معنى وبدون مبالغة ، هو الذي يدفعنا لكل خير ويزرع فين أمل لمستقبل مشرق ، فهو الذي يمنحنا قدرة إضافية سحرية لإنجاز ما وراءنا من أعمال.
إن الشخص الذي يتسم بالتفاؤل ويحدوه الأمل ويتخذهما مبدأ في حياته تمر ظروفه أكثر سلاسة من غيره، ويجد كل يوم أملا جديدا يسعى لتحقيقه. وحياتنا اليوم إن تأملناها وعمقنا التأمل نجدها مليئة وبها الكثير من المتاعب والصعوبات ، تكاد تستسلم لها،وهذا امر طبيعي وواقعي لا يمكن انكاره. لهذا ينبغي أن نتخذ التفاؤل مبدأ لحياتنا ، فالحياة لا تكون حياة بدون تفاؤل وحتى نقدر على تخطي تلك المتاعب والصعوبات ؛ فأول خطوة هي التفاؤل بالمستقبل..
وقد قالوا قديما : ” من ليس لديه أمل ليس لديه حياة” إنه منطق سليم فعلا لأن الأمل والتفاؤل شيء مهم بل أهم جدا جدا جدا لأي شخص، وبدونه يعتبر في عداد المفقودين في هذه الحياة. فما فائدة الحياة بدون تفاؤل وأمل؟ وكيف لك أن تحيا الحياة من دون تفاؤل ولا أمل ؟ نؤكد إنها ليس طبعا حياة ، فإذا آمن طل واحد منا بأمل وهدف يريد تحقيقه وتفاءل بكل خير، فسوف يتكون لديه الطموح الذي يساعده على الوصول إلى أمله وهدفه. فالأمل والطموح وجهان لعملة واحدة بهما يتحقق كل هدف وتهون الصعاب.
سيدي وسيدتي، إن التفاؤل تصور مشرق وإيجابي لما سيكون عليه أمر ما في المستقبل ، بل إنه من سمات وخصائص السخص الناجح والفعال ، وهو من عادات الناس الأكثر إنتاجية والفعالية. ليس مهما أن يفشل الشخص أكثر من مرة وليس عيبا هذا، في تحقيق هدفه، لكن الأهم والاجدر بالاهمية هو كيف يخرج من تجربة الفشل تلك؛ نعم بتصميم وإرادة وإدارة فعالة وإقبال برغبة مشتعلة وتفاؤل على المحاولة مرة أخرى.
التفاؤل عنوان النجاح والمجد الرئيسي وتحقيق الطموحات، ينبغي أن يلزم ويلتزم به الإنسان طوال حياته وفي مختلف المراحل ، بل ينبغي أن نربي عليه أبناءنا ونزرعه في قناعاتهم حتى يقدر كل إبن وابنة وكل رجل وكل إمرأة على إكمال حياته بشكل صحيح وصحي وراحة نفسية وطمأنينة تحفه من كل جوانبه.
وعكس التفاؤل ، التشاؤم وهو سلوك ومعتقد يهدم الحياة في أي لحظة، لأنه إحساس مدمر ، لكن بعض الأحيان يكون إيجابي( إن كان دافعا وحافزا للوصول الى التفاؤل) ، إذا ما سيطر على الفرد، وهناك أشخاص وافراد متشائمون لأسباب قد تكون تربوية أو شخصية أز مجتمعية أو نفسية..فهم وصلو إلى تلك الحالة رغما عنهم في بعض الأحيان ، كما أنهم ملامون كذلك؛ لأنهم استسلموا للشماعر السابية الهدامة ، وتركيزهم انصب على المعوقات والمشاكل فقط دون التفكير في الحلول، وهذا وضع غير صحي وغير مقبول للفرد، حيث أن ينبغي أن يعلو على كل أزمة وعلى كل هم وعلى كل مشكل.. حتى يستطيع حلها وتخطيها بسلام. قال الله تعالى:”” وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ “”.
دعك دائما الأعلى والمتفوق على الصعاب ، بالتفاؤل بالأمل.
تقول الحكمة:” أعظم هندسة في الحياة أن تبني جسرا من الأمل على بحر من اليأس”.

اقرأ أيضاً: