الرئيسية آراء وأقلام تداعيات جائحة كورونا المستجد على الفرد والمجتمع المغربي وكيفية التعامل مع الحجر الصحي

تداعيات جائحة كورونا المستجد على الفرد والمجتمع المغربي وكيفية التعامل مع الحجر الصحي

IMG 20200424 WA00082
كتبه كتب في 24 أبريل، 2020 - 12:58 صباحًا

بقلم:ذ.نجات درواش


كيف غيرت كرونا نمط الحياة وعادات المغاربة ؟هل تتوافق الإجراءات الصحية التي دعت إليها منظمة الصحة العالمية مع الثقافة الشعبية المغربية ؟ماهي الدروس المستخلصة بعد جائحة كرونا سواء بالنسبة للفرد أو المجتمع أو الدولة ؟
أسئلة وغيرها باتت تطرح في أذهان كل متتبع للوضع الحالي بالمغرب وستكون حتما موضوع اهتمام جميع التخصصات العلمية وخصوصا علم الاجتماع ،علم النفس الانتروبولوجيا وغيرها .
فبعد مرور شهر تقريبا على بداية الحجر الصحي المفروض ببلادنا لابد من محاولة صيغة بعض الاستنتاجات والخلاصات حول التداعيات وسلوكات على مستوى الافراد والاسرة والمجتمع ومؤسسات الدولة والتي فرضتها هذه المرحلة .
لايختلف اثنان على أن الحجر الصحي المفروض عبر العالم بسسب جائحة كورونا ليس بالأمر الهين، خصوصا أنه اجراء غير عادي وغير مالوف، سوف تكون له تداعيات نفسية على الجميع، حيث بات من الصعب على المغاربة، على غرار باقي الناس في دول العالم، التكيف مع إجراء الحجر الصحي الذي قيد بشكل كبير حرية المواطنين في التنقل خارج المنزل أو لقاء الأصدقاء، وجعلهم يلزمون المنازل مضطرين ،لقد تغير العديد من انماط عيش الأسر المغربية غير أنها تختلف حسب المناطق، وكذا حسب الامكانيات الا أنها تتقاطع في مجملها في سلوكات متشابهة والمتمثلة أساسا في التباعد الاجتماعي وما يفرضه من سلوكات منها غسل الايدي بالماء والصابون بشكل متكرر ،العزل داخل المنازل، عدم المصافحة والعناق الأمر الذي لم نعهده في ثقافة السلوك العادي للمواطن الذي أصبح ومن جراء الطريقة التي يقدم بها الإعلام هذا الوباء وسرعة انتشاره من خلال اللمس او الرذاذ يتبنى سلوكات جعلت من بعض الأفراد يشعر بنوع من الملل، الشيء الذي حدى به لابتكار أساليب وطرق بديلة للتسلية سواء عبر منصات التواصل الاجتماعي التي أصبحت اللجوء إليها ملاذا رئيسيا.أو ممارسة الرياضة في أسطح المنازل. أما البعض الاخر فقد لجا الى التعاطي مع القراءة ونفض الغباعن رفوف خزانته وكتبه المنزلية ، أما غالبية النساء، ربات البيوت ،فقد لجأن الى ابتكار أساليب جديدة في المطبخ ومن هن من حاولت خلال هذه الفترة ،وبسبب مكوث جميع أفراد الاسرة بالبيت استرجاع نوع من الدفء إلى العلاقات الأسرية، والذي طالما كان غائبا في مرحلة سابقة .وأخريات جعلن من هذه الفترة فرصة لمعرفة مدى مستوى ابنائهن الدراسي من خلال تتبع عملية الدراسة عن بعد بعد توقف المؤسسات التعليمية نتيجة الحجر الصحي .
أما فئة أخرى، فكانت مضطرةً للمكوث في المنازل دون عمل أي شيء، وباتت تقضي ساعات اليوم بين النوم ومشاهدة الأفلام والمسلسلات التلفزية او تتبع اخبار العالم حول وباء كورونا في انتظار الساعة السادسة مساء حيث الرصد المغربي للوضعية الصحية بالبلاد لتتبع أرقام الإصابات بمرض “كوفيد-19
في حين بات التساؤل حول العودة إلى الوضع الطبيعي يؤرق بال البعض، فغدوا يتساءلون حول ما إذا كانوا سيعودون إلى الحياة العادية كما قبل كورونا بحلول الأيام القليلة المقبلة،وإن كانت تبدو سلبية نتيجة عدم استيعاب البعض للوضعية جعلت البعض يصابون بحالة الهلع نتج عنها هستيريا التسوق وشراء أكبر قدر من البضائع وتخزينها مما أفرز لنا نوعا من الأنانية لدى البعض.
في حين هناك سلوكات جديدة يمكن اعتبارها ايجابية ظهرت نتيجة التدابير المتخذة من طرف الدولة، تمثلت أساسا في إفراز نوع من التضامن الذي لوحظ في الآونة الاخيرة على عدة مستويات ندكر منا *قفة كورونا *التي من خلالها تضامن أغلبية الشعب لمساعدة الفئات الهشة بمجهودات بسيطة من طرف بعض جمعيات المجتمع المدني تحت إشراف السلطات المحلية.
إلا أن ما يجب الإشارة اليه أيضا من خلال هده الوضعية هو استرجاع المواطن المغربي الثقة في مؤسسات الدولة نذكر منها قطاع الصحة الذي كان وفي وقت سابق محط انتقادات عديدة وهذا يتمثل في التنويه بمجهودات الأطر العاملة بالقطاع الصحي بأشكال متعددة من طرف المجتمع المغربي.
عموما ادا كانت فترة الحجر الصحي إجراء اتخذته الدولة ضمانا لمصلحة السكان وجب أن لا نعيشها بشكل ماساوي بل على الجميع استيعاب أنها تحمل في طياتها أمورا ايجابية لا يجب الاستهانة بها فهي فرصة للعودة الى الذات وترتيب مجموعة من الاولويات منها السلوكات الاجتماعية بين أفراد الاسر ،التنظيم الغدائي وتنظيم ادارة الوقت كلها سلوكات تتطلب منا أخذ العبر والاستغلال الأمثل للزمن واستخلاص دروس ايجابية في انتظار الرحيل الأبدي والسريع لوباء كرونا.

مشاركة