زكرياء بالحاجوج/ تاوريرت
لقد ودعت المسماة قيد حياتها تاوريرت أخر ومضات الديمقراطية من داخل المجلس البلدي..
فقد عرفت الدورة المنعقدة يومه الخميس 21 اكتوبر عبثا و طيشا و تهورا في استغلال الصلاحية المعطاة لنواب المجلس البلدي و رئيسه.
هذه الدورة التي حطمت الرقم القياسي من حيث سرعة عقدها و انتهائها إذ لم تتجاوز نصف ساعة، مذة لا تتناسب مع حجم موضوع النقاش على طاولة المجلس.
فقد كان مترقبا أن يكون تكوين اللجان أهم النقاط التي سيتم مناقشتها في هذه الدورة، و لعل كلمة مناقشة تحيل على تعدد الآراء و تضاربها بين أغلبية ومعارضة،
تباين يمكن أن يوصل الى مخرجات إيجابية تخدم المصلحة العامة و المواطن التاوريرتي بالدرجة الأولى.
و لكن تبين أن المجلس و نوابه
كما جاء على لسان مستشارين من المعارضة قد ضربوا بالديمقراطية عرض الحائط.
و قد كان سيناريو تكوين اللجان وخصوصا لجنة الميزانية والمالية محبوكا مسبقا..
و لا مجال للنقاش فيه.
و هذا ما يرجع بنا يومين الى الوراء و بالضبط يوم الثلاثاء حيث تم تداول خبر إجتماع ليلي داخل مقر البلدية بين رئيس المجلس البلدي و بعض النواب بحضور نائب برلماني.
و هذا الأمر الذي يؤكد ضمنيا صحة فرضية التخطيط المسبق، والإنفرادية في اتخاد القرارات من قبل مجموعة من الأشخاص لا حاجة لهم بمن يناقش قرارارتهم ولا أن يصادق عليها بالنقد أو التأييد و بالتالي إقبار الديمقراطية وتغييب ادوار كل مكونات المجلس.
و الجدير بالذكر أن الدورة أو الدويرة إن صح التعبير قد جسدت الشطط في استعمال الصلاحيات و يمكن القول أنها أرجعتنا قرونا الى الوراء حيث كان يسود قانون الغاب و القوي يتجبر على من يراه ضعيفا.
فلم يقف الأمر الى حدود تهميش رأي المعارضة بل تجاوزه الى سد الأبواب على مرآة المجتمع و صوت المواطن..
فقد تعرضت كمراسل صحفي بجريدة صوت العدالة الى الطرد و المنع من نقل مجريات الدورة بأسلوب مستفز و لا يراعي أعراف المعاملة الإنسانية والأخلاقية قبل العملية.
فإشارات رئيس المجلس البلدي بيده و هو يأمر رجال القوات المساعدة بإخراجي وكأنني متطفل على خصوصيات لا يجب أن تخرج للعلن..
جعلني أطرح سؤالا وعلامة استفهام…،
لماذا يتم طردنا كإعلاميين، وهل هذا التخوف يحيل على خروقات في اختيار اللجان؟؟؟؟.
سؤال طرحته بطريقة مباشرة و هو الشيء الذي جعل شخص محسوب على الأغلبية في المجلس المسير يشتعل غضبا و عيناه توحي على أنه يتوعد لي بالوعيد والتهديد.
فنحن من من ولدنا بالعواصف لا نخشى هبوب الرياح، و الحقيقة هي مرادنا و هذفنا و أي محاولة لحجبها هي نداء لحضورنا .
و لن أتوانى لحظة عن نقل الخبر كما هو بسلبياته و ايجابيته .
أخرا وليس أخيرا فيما يخص أخر معطيات هذه الدورة تم لجوء أعضاء المعارضة الى اعلى سلطة في الاقليم و دار حوار موسع بينهم وبين عامل الاقليم على أساس اعادة النظر في ظروف اجراء الدورة و عدم التزام رئيس المجلس ونوابه بأشكال الديمقراطية التي ينظم بها القانون مرور هذه الدورات.
و هذا ما يطرح فرضية إعادة الدورة بشكل كبير…
و إلى حين تجاوب السيد العامل مع مخرجات الحوار الذي دار بينه وبين المعارضة ..
لا يسعنا الا أن نقول تم إغتيال الديمقراطية في صرح البلدية.
