الرئيسية أخبار عالمية بيت العائلة الإبراهمية يشعل فتيل صراع خفي بين الإمارات و مصر والسعودية

بيت العائلة الإبراهمية يشعل فتيل صراع خفي بين الإمارات و مصر والسعودية

A60E8DB3 3DF8 4827 9513 A1735B602204.jpeg
كتبه كتب في 2 مارس، 2023 - 12:38 صباحًا

مصطفى منجم

منذ أن افتتح “بيت العائلة الابراهيمية” مسارحه في منتصف الشهر الماضي، بجزيرة السعديات بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، لم يسلم هذا الأخير من الانتقادات وتأويل مختلف الفئات والأطياف الاجتماعية إلى حد هذا اليوم، التي اكتسحت جل المواقع الإفتراضية بل حتى القنوات الرسمية، التي أعطت معظم وقتها لهذا الجدل المفتوح، والذي ينحصر بين قوسي الشرعية والتحريم.

ثلاث بنيات معمارية ضخمة تم افتتاح أبوابها على هامش “وثيقة الأخوة الإنسانية” التي وقعها البابا فرنسيس نيابة عن الكنيسة الكاثوليكية وأحمد الطيب نيابة عن الجامع الأزهر في 4 فبراير 2019 في أبو ظبي والتي حظيت بمتابعة من كل منهما، وأشرفت عليها اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، جعلت أعين العالم العربي بين نصابه هذه المعلمة التي كانت محطة للانتقادات والتأييد في الوقت ذاته.

تصميم المشروع استوحاه المصمم العالمي ديفيد أدجاي، الذي يضم مسجدا وكنيسة وكنيسا يهوديا، التي حاولت من خلالها الامارات العربية المتحدة حسب قولها إحياء روح الحضارات الإنسانية والرسالات السماوية، وتجسيد القيم التضامن والاحترام والتفاهم بين الديانات السماوية الثلاث.

وأخذ هذا الموضوع زخما بعدما حاولت جهات مجهولة إدخال مصر والسعودية في هذا السجال الديني والسياسي، عبر نشر فيديوهات قديمة تعود إلى عقود لرجال دين، من أجل إشعال فتيل الأزمة وتحريك أوتار اللعبة التي كادت أن توقع هذه البلدان في المحظور.

الامارات في قفص الاتهام
تحاول الامارات العربية المتحدة التخلص من الانتقادات التي لحقتها، وتبرأة نفسها وبيان حسن نيتها للعالم العربي، واستئصال ورم التطبيع الذي ندد به التيار المعارض، والذي بات يشكك في مصداقيتها.
وسخرت الدولة كل وسائلها وجندت الكل بما فيهم رئيس دولتها، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي نشر تدوينة عبر تويتر يؤكد فيها:”أن بيت العائلة الإبراهيمية صرح للحوار الحضاري البناء ومنصة للتلاقي من أجل السلام والأخوة الإنسانية. وشدد على أن بناء جسور التواصل والتعايش والتعاون بين الجميع نهج ثابت في مسيرة الإمارات”
من جهته، قال الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر السابق: “إن بيت العائلة الإبراهيمية يأتي ترجمة حقيقية لبنود وثيقة الأخوة الإنسانية، التي تدعو إلى ضمان التسامح والتعايش المشترك، وكفالة حرية العقيدة وحماية دور العبادة، وهذا البيت هو نموذج للتعايش والتقارب والاحترام المتبادل من أجل الإنسان، يسعدني أن أحتفل معكم اليوم بافتتاح بيت العائلة الإبراهيمية، الشاهد على نهج دولة الإمارات العربية المتحدة وقادتها نحو تعزيز حوار الأديان والتسامح والتعايش بين الجميع، وتطبيق قيم الأخوة الإنسانية، وحرصهم على خلق أرضية ممهدة لتلاقي المؤمنين من مختلف الديانات، والانطلاق بالقيم المشتركة في الأديان لمواجهة التطرف الفكري والإنساني، ونشر الحب”.
واعتبر أيضا الامارات أن هذا الصرح هو رمزا للتفاهم والتعايش الذي يتناغم مع مبادئ الدين الاسلامي، ويوطد القيَم المشتركة بين اليهودية والمسيحية والإسلامية، وانشاء مجتمع للحوار بين الأديان والتبادل وأن يكون مظهرًا ماديًا لوثيقة الأخوة الإنسانية.

التيار المعارض
لم يهدأ بال المعارضة إلى وأن طرحت جميع الفرضيات التي من الممكن ان تكون محل نية دولة الإمارات في انشاء المكعبات الثلاث، بل وذهب الأمر الى حد ان هذا المشروع هو بمثابة محاولة ابتداع دين جديد يوحد الأديان تحت عباءة الديانة الإبراهيمية، كما قالت فئة عريضة التي استشاط غضبها عبر تدوينات نارية أطلقت بها العنان وأكدت بكل ثقتها أن هذا المشروع هو إشارة إلى “اقتراب يوم القيامة”.
وفي نفس السياق لم يقوى الداعية الكويتي عثمان الخميس على الصمت، وخرج كالبركان من صمت القبور وأماط اللثام، وشكل فريقا له ببضع كلمات بعد أن وصف هذا الصرح ب”الكفر” وأنها خطوة من خطوات الشيطان، مخلفا وراءه ردود أفعال مختلفة تتراوح بين المؤيد والمعارض.
ردا كان قاسيا على هذا الوصف الذي أدلى به الداعية، بعد أن اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة منصة تويتر بهاشتاغ يحمل “عثمانالخميسيكفرالامارات”، في حين لم يبقى الفريق المؤيد مكتوف الأيدي حين أطلق حملة مضادة باسم “عثمانالخميساسدالسنة” مؤكدين صوابية كلامه.

الملة الابراهيمية
ان دلالة اسم هذا المشروع الضخم الذي انفقت عليه أموالا طائلة، نابعة من الملة الابراهيمية التي هي الاساس والاصل، والتي تنتسب إليه شريعة موسى وعيسى عليهما السلام وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، وهي الملة التي يتبعها الدين الاسلامي القائم على التوحيد الخالص كما أشار إلى ذلك القرآن الكريم: “ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين” (آل عمران 67).
وأن نبينا إبراهيم عليه السلام هو شخصية محورية في المسيحية والإسلام وأديان إبراهيمية أخرى، وهو مؤسس الحنيفية الذي وحذر من عبادة الشيطان، علما قوم إبراهيم يعبدون الأصنام والكواكب. ولقد دعاهم إبراهيم لترك عبادتهم وبين لهم أن الأصنام لا تنفع ولا تضر.

مشاركة