الرئيسية ثقافة وفنون بيت الشعر في المغرب ، ينظم أمسية للاحتفاء بالكاتب عبد النبي دشين، وبمنجزه القصصي الأخير «لا أحد ينتظرني»

بيت الشعر في المغرب ، ينظم أمسية للاحتفاء بالكاتب عبد النبي دشين، وبمنجزه القصصي الأخير «لا أحد ينتظرني»

162dcc20604ed49a37dc83ad8e6b4fa0
كتبه كتب في 24 مايو، 2025 - 5:48 صباحًا

ضِمن برنامجه «أصدقاء البيت» الذي يُخصص للاحتفاء بالكُتّاب والمبدعين المغاربة، نظم بيت الشعر في المغرب، بتعاون مع المسرح الوطني محمد الخامس، أمسية للاحتفاء بالكاتب عبد النبي دشين، وبمنجزه القصصي الأخير «لا أحد ينتظرني»، وذلك يوم الأربعاء 21 ماي 2025 بمشاركة الشاعر حسن نجمي، الناقد محمد معتصم، القاص أنيس الرافعي، القاص سعيد منتسب، فيما أدار الأمسية الاحتفائية الروائي أحمد لكبيري.

يتبدى عبد النبي دشين، في مجموعته «لا أحد ينتظرني»، بوصفه الصانع الماهر الذي يشيد عوالمه السردية على أطراف بحيرة الألم، محافظًا، على امتداد المحن والصروف، على موقعه كحارس أمين لذاكرة متآكلة، تستعصي على النسيان.

يقدّم دشين نفسه، عبر هذه النصوص، كمبدع لطراز فريد من القص يمكن تسميته بـ”القصة الوسادة الهوائية”، القصة التي تمتص صدمات الواقع بألياف دقيقة من الحزن، أو قل، حزن غير عابر، منسوج بشفافية بالغة كما لو كان رثاءً داخليًا خافتًا. وبتعبير مصطفى الرافعي، يرشح من هذه الوسادة «حزنٌ محوك داخل نسيج شفاف»، تتكاثف فيه الوحدة، والفراغ، والغياب، والخيبة، والانتظار، في كتابة نازفة لا ترفع صوت الشكوى، بل تهمس بجراح داخلية غير قابلة للبرء، ضمن عوالم داكنة تعكس ظلال الروح المنكوبة.

أما القاص والروائي سعيد منتسب، فقد توقف عند مهيمنة «الفراغ» التي تملأ نصوص المجموعة، معتبرًا أن الكتابة هنا تنزع نحو ما سماه بـ«تنظيف الفراغ»، وهي عملية جمالية/نفسية تعيد ربط السارد بالمحكي عبر ستة روابط دالة:

رابط الذاكرة: لا تستعيد الحقيقة، بل أثرها المتآكل.

رابط المرآة: لا تُظهر بل تُخفي.

رابط الرائحة: تستدعي الصور الغائبة من خلال حاسة الذاكرة.

رابط الجماليات: يلوذ بالزمن الخرافي، بعجائبه وأخلاقياته.

رابط السينما: تشغيل الظلال عبر رموز بصرية.

رابط الأدب: الكتابة والقراءة كفعلين متوازيين.

ويخلص منتسب إلى أن دشين لا يكتب فقط، بل يعيد اكتشاف إمكانات القصة، حيث تتآزر الجمل والصور لتوليد المعنى، ولـ”تنظيف الفراغ” ومنحه لحماً متحركًا، في ما يمكن وصفه بـ«التزمين الفائق للغياب».

مشاركة