وسط أجواء مفعمة بالحيوية وروح العمل الجماعي اختتمت جمعية شباب المواطنة المغربية بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل والجامعة الوطنية للتخييم فعاليات التدريب الوزاري للدرجة الأولى الذي احتضنه مركز التخييم بوزنيقة. جاء هذا البرنامج في إطار الجهود المبذولة لتأهيل الشباب وإعدادهم لدورهم المستقبلي في مجال التنشيط التربوي والتخييمي تماشيًا مع الرؤية الوطنية الرامية إلى تعزيز قدرات الأطر الشبابية وتأهيلها للاضطلاع بأدوار ريادية في التأطير التربوي
امتد التدريب على مدى سبعة أيام، بمشاركة واسعة من الشباب الطموح المنخرطين في الفروع الوطنية للجمعية من مختلف المدن المغربية . خضع المشاركون لبرنامج تدريبي مكثف يجمع بين الجانب النظري والتطبيقي بهدف تمكينهم من المعارف والمهارات الأساسية في مجال التنشيط التربوي وإعدادهم لتحمل مسؤولية تأطير الأطفال في المخيمات الصيفية.تضمن التدريب مجموعة من الورشات التكوينية التي تناولت مواضيع متنوعة بدءًا من المبادئ الأساسية للتخييم مرورًا بتقنيات التنشيط وأساليب قيادة المجموعات وصولًا إلى التخطيط للأنشطة التربوية والتواصل الفعّال وتدبير المخاطر داخل المخيمات. وقد شكل هذا التدريب فضاءً للتفاعل والتبادل بين الشباب المشاركين حيث أتيحت لهم الفرصة لخوض تجارب ميدانية تحاكي بيئة المخيمات ما ساعدهم على اختبار مهاراتهم في التنظيم والإدارة والتواصل مع الفئات المستهدفة.
أشرف على تأطير هذه الدورة نخبة من الأطر التكوينية المتمرسة الذين لم يدخروا جهدًا في توجيه المشاركين ومساعدتهم على استيعاب المضامين المطروحة من خلال تقديم برامج تربوية متكاملة تستند إلى أحدث الأساليب البيداغوجية. وقد أبان المتدربون عن تفاعل إيجابي وحماس كبير مما يعكس استعدادهم لتطبيق ما تعلموه في بيئة مهنية حقيقية. وفي هذا الإطار تم توجيه شكر خاص للأطر التكوينية التي ساهمت في إنجاح هذه الدورة ومن بينهم السيد ياسين موماد رئيس تدريب جمعية شباب المواطنة المغربية إلى جانب الحسين درعاوي، حسن أعدي، إسماعيل شاكر، المصطفى أفعداس وسومية النعيمان . هؤلاء المكونون لم يقتصر دورهم على نقل المعرفة فقط بل شكلوا نموذجًا يُحتذى به في العمل التربوي بفضل تميزهم في ترسيخ قيم التعاون، القيادة، والانضباط بين المشاركين.كما حظيت إدارة مركز التخييم بوزنيقة بإشادة خاصة على حسن الاستقبال وتهيئة الظروف الملائمة لإنجاح التدريب مما ساهم في توفير بيئة محفزة على التعلم والتفاعل الإيجابي بين المتدربين.
لم يكن هذا التدريب مجرد تجربة تربوية نظرية بل كان بمثابة مختبر عملي أتاح للمشاركين فرصة تطوير مهاراتهم في بيئة تحاكي الواقع التخييمي. فمن خلال التمارين التطبيقية وورشات المحاكاة تمكن المتدربون من ممارسة دور المؤطر التربوي وتعلم كيفية التعامل مع الأطفال وإدارة الأنشطة التربوية والثقافية والفنية في سياقات مختلفة.وقد أكد المشرفون على أن اجتياز هذا التدريب بنجاح يعد خطوة أولى نحو تحمل مسؤوليات أكبر في المستقبل حيث سيتمكن المشاركون من تأطير فرق من الأطفال في المخيمات الصيفية المقبلة وهو ما سيمكنهم من اختبار قدراتهم في بيئة مهنية فعلية. كما تم الإعلان عن أن المتفوقين في هذه الدورة سيتمكنون من الالتحاق بالتدريب الوزاري للدرجة الثانية خلال العطلة الربيعية المقبلة بعد اجتياز المرحلة التجريبية في المخيمات الصيفية ما سيشكل فرصة جديدة لتعميق معارفهم وصقل مهاراتهم في مجال التأطير والتدريب التربوي.
في كلمته الختامية أكد رئيس جمعية شباب المواطنة المغربية أن هذا التدريب لا يمثل نهاية مرحلة، هو بداية لمسار طويل من التعلم والعطاء حيث سيتحمل الشباب الذين شاركوا في الدورة مسؤولية نشر قيم المواطنة و التعاون والعمل الجماعي سواء داخل المخيمات الصيفية أو في مجتمعاتهم المحلية. وشدد على أن العمل في مجال التنشيط التربوي والتخييمي ليس مجرد مهنة،انه رسالة إنسانية تتطلب الالتزام بروح المسؤولية، الإبداع، والتفاني. وأشار إلى أن الجمعية ستواصل دعم الشباب وتمكينهم من الأدوات والمهارات اللازمة لتعزيز قدراتهم عبر تنظيم دورات تدريبية مستقبلية تتماشى مع احتياجاتهم وطموحاتهم وذلك انطلاقًا من إيمانها الراسخ بأن الاستثمار في تكوين الشباب هو استثمار في مستقبل الوطن.واختتمت الدورة التدريبية في أجواء احتفالية مميزة حيث تم توزيع شواهد المشاركة على المتدربين وسط أجواء من الفخر والاعتزاز بما حققوه من إنجازات خلال هذا المسار التدريبي كما شهد الحفل تقديم عروض تربوية وفنية أعدها المتدربون تعبيرًا عن مهاراتهم الإبداعية وتجسيدًا لما تعلموه خلال فترة التدريب.
وفي ختام الفعاليات وجهت كلمات شكر وعرفان لكل من ساهم في إنجاح هذه الدورة من مؤطرين ومنظمين وإداريين ومشاركين مع التأكيد على أهمية الاستمرار في هذا النهج التكويني لما له من أثر إيجابي على الشباب وعلى المجتمع ككل.و بروح من التفاؤل والطموح غادر المشاركون مركز التخييم بوزنيقة وهم يحملون معهم تجربة غنية زودتهم بالمعرفة والثقة لخوض غمار التجربة التربوية الميدانية. يبقى الأمل معقودًا على هذه الطاقات الشابة التي ستساهم بلا شك في ترسيخ ثقافة التخييم وتعزيز قيم المواطنة والتربية بما يضمن استمرارية هذا العمل التربوي النبيل ويحقق الأهداف التنموية المنشودة للمجتمع المغربي







