بني ملال// جماعة أولاد امبارك تحت المجهر

مما لاشك فيه أن من اقوى المشكلات التي تواجه منطقة اولاد امبارك الان وتاثر عليها سلبا اقتصاديا، واجتماعيا، وسياسيا ، هي أزمة التهميش ، سواء كان التهميش حقيقة اوتهميشا مقنعا فهو بلا شك يعتبر حائلا كبيرا بين تقدم المنطقة بقوة وسرعة كباقي المناطق الأخرى بجهة بني ملال.
ان الاهمال والتهميش للمنطقة لا يؤثر سلبا على جماعة أولاد امبارك فقط بل انه يؤثر سلبا على المجتمع ونفسية الساكنة، واثارها يمكن ان نعتبرها مضرة لا تعد ولا تحصى.
وهذا التهميش وحده يدمر مجتمعنا بأكمله لذا وجب علينا تحذير الاخرين الساهرين على تدبير الشأن العام المحلي والتصدي الحقيقي للاهمال والتهميش للمنطقة بطريقة تتناسب مع قدراتهم، ومؤهلاتهم التي يتوفرون عليها كمنطقة اقتصادية بامتياز. الشيء الذي يجب الا يبقى على هذه الحالة التي أصبحت تصنف ضمن الحالات المرضية المزمنة; والتي يطرح حولها اكثر من سؤال, نا هيك عن المقالات والتدوينات التي كتبت حولها محاولة لإجلاء الغبار عليها حتى تكون في مستوى تطلعات الساكنة.
ان جماعة أولاد امبارك التابعة لقيادة اولاد امبارك ببني ملال قد تعاقبت عليها عدة مجالس قروية منذ ستينات القرن الماضي الا أنها لا زالت لم ترق الى مستوى تطلعات المواطنين الشيء الذي اصبح يطرح اكثر من سؤال بدون جدوى ,علما ان هذه المنطقة فلاحية بامتياز وان الجماعات المحاذية لها عرفت تقدما ملموسا على جميع الأصعدة خاصة البنية التحتية وكنموذج( جماعة نكار،جماعة بني عياط، اولاد اسعيد لكرازةو..و..) وهلم جرا،وهذا يحيلنا خلال هذا التحقيق للتطرق إلى مجالات عدة باعتبارها عنصرا اساسيا في الموضوع.

البنية التحتية

لا زالت الطرق التي تم العمل على انشائها بالدواوير لم يتم اصلاحها وترصيفها الشيء الذي أدت ثمنه الساكنة من حيث التوسيع وقطع بعض الاشجار وإفساد قنوات الري ولم يتم التصدي اليه مما حال دون سقي اشجار الزيتون التي تعتبر مصدر رزق الساكنة .
وقد تم مد قنوات الصرف الصحي في السنوات الأخيرة والتي اصبحت بالوعاتها في وقت وجيز عبارة عن حفر تشكل اخطارا على مرتادي الطريق نظرا للغش الذي طالها خلال بنائهاو غياب تام لتقنيي الجماعة باولاد امبارك مما يطرح اكثر من سؤال حول ضياع المال العام دون حسيب او رقيب ويتطلب المحاسبة والمسائلة والمتابعة القانونية.
اما عن الطريق 3111 المؤدية من اولاد امبارك في اتجاه واويزغت فقد اصبحت خير دليل على الفساد حيث دشنت بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء في نونبر 2022 والى حدود كتابة هذه الاسطر فلا زالت حالتها جد سيئة شكلا ومضمونا ضاق المواطنون درعا باستعمالها خاصة ليلا حيث تعرف انارةشبه منعدمة وهذا ما ينطبق على الطريق المؤدية إلى جماعة فم اذي والتي تعاني هي الاخرى من عدم اصلاح الطرق الداخلية.

المجالات الخضراء

_توجد بالجماعة عدة مساحات مخصصة للحدائق من بينها تجزئة النور ايت عطا التابعة لجماعة فم ادي و فيلاج بام وبالقرب من الجماعة القروية بمحاذات طريق مراكش اصبحت عبارة على أرض قاحلة اللهم بعض الشجيرات المهملة رغم توفر الوسائل وقد سبق ادراجها في ميزانية الجماعة خلال احدى الدورات .وللاشارة فقد تم غرس بعض الشجيرات بحديقة اسايس بطريقة اثارت انتباه الجميع و استنكرته الساكنة جملة وتفصيلا خاصة وسائل الإعلام المحلية.ناهيك عن المزبلة الموجودة بالقرب من السوق الاسبوعي.

_ الادارة__

الإدارة الترابية باولاد امبارك كل من القيادة والدرك الملكي يلاحظ الى حد الساعة انهم يقومون بواجبهم على احسن وجه رغم بعض الاكراهات التي تحول دون ذلك كانعدام الإنارة ببعض المناطق والطرق الغير معبدة والمحفورة على سبيل المثال .نتمنى ان يرفعوا تقارير في هذا الشأن الى الجهات المسؤولة حسب ما يخوله القانون

.الصحة_

يوجد مركز صحي واحد بجماعة اولاد امبارك رغم كثرة الساكنة لا يخضع للمداومة مما يضطر معه المواطنون بالتوجه الى المستشفى الجهوي بمدينة بني ملال خاصة ليلا في الحالات المستعجلة، وفي نفس السياق فإن منطقة داي التابعة للجماعة القروية باولاد امبارك لا تتوفر على مستوصف رغم ان ساكنتها لا يستهان بها من حيث العدد الهائل وللاسف الشديد ان رئيس الجماعة يسكن بها ممايضطرون معه بالتوجه الى لعيايطة قصد العلاج، والتي تبعد عنهم ب5 كلم تقريبا.

_ مشاريع المبادرة الوطنية .. للتنمية البشرية_

ان هذا الموضوع يتطلب تدخلا استعجاليا قصد البث فيه من طرف الجهات المسؤولة لكونه اصبح يطرح اكثر من سؤال.
لقد تم توزيع عدة عربات على الباعة المتجولين من طرف السيد والي الجهة في إطار التنمية باولاد امبارك الا انها اصبحت الان عبارة عن متلاشيات رغم عددها الهائل والاموال التي صرفت لتوفيرها دون حسيب او رقيب مما يدل على عدم ايلائها الاهتمام اللازم وضياع المال العام امام انظار المسؤولين .
ان تسيير الشأن المحلي باولاد مبارك أزمة بكل المقاييس لا يجب تجاهلها او التأجيل لوقت اخر لانه في كل يوم يمضي تتزايد فيه الأزمة والتساؤلات بطريقة تستدعي وضع حد للتلاعب وتجاهل تساؤلات المواطنين.
انه يجب على المسؤولين التصدي بقوة القانون الى محاربة المتلاعبين بتدبير شؤون المنطقة. وبدورنا كصحافة وحقوقيين لا يمكننا السكوت على تصرفات المفسدين وان نشكل كيانا واحدا ضد الفساد ولنتمسك بمبدأ واحد ونسعى كلنا لتحقيقه وهو وطن بلا فساد.
محمد الموستني