بنسليمان.. فينيسيا المغرب ولكن بلا قوارب!

نشر في: آخر تحديث:


بقلم :عشار أسامة

مبروك لساكنة بنسليمان! أخيرًا، تحقق الحلم وأصبحت مدينتهم نسخة مجانية من فينيسيا، لكن بدون القوارب الرومانسية وبدون أي نوع من الجاذبية السياحية.. أو البنية التحتية، أو حتى المسؤولين الفاعلين! نعم، فبعد التساقطات الأخيرة، تحولت الشوارع إلى أنهار، والأزقة إلى بحيرات، والمجلس الجماعي إلى فرقة مسرحية صامتة تراقب المشهد بإعجاب وكأنها تشاهد فيلماً وثائقياً عن الحياة البرية!

أما المواطنون، فلم يتركوا للفيضانات فرصة لإفساد يومياتهم، بل تأقلموا سريعًا مع الوضع الجديد. البعض قرر استثمار الوضع بفتح مدارس لتعليم السباحة في الأزقة، وآخرون أصبحوا يطالبون بجلب الدلافين لجعل التنقل أكثر متعة، بينما بدأ بعض المبدعين في تطوير تطبيق جديد باسم “كاري قاربك” لتسهيل الحركة بين الأحياء الغارقة.

على الجانب الآخر، يظهر مجلسنا الجماعي العزيز، الذي أبان عن “احترافية” منقطعة النظير في التفرج. فمنذ بداية الكارثة، لم يسمع المواطنون إلا جملة واحدة: “الأمور تحت السيطرة”، دون أن يحدد المجلس المعني أي نوع من السيطرة يقصد؟ هل يقصد السيطرة على أريكة المكاتب الوثيرة؟ أم السيطرة على أعصاب المواطنين الغارقين؟ الأسئلة كثيرة، لكن الأجوبة قليلة، تمامًا كعدد المشاريع التي أنجزها المجلس منذ انتخابه.

وبينما يطالب السكان باستقالة المجلس، يصر أعضاؤه على أنهم ليسوا المشكلة، بل أن المشكلة تكمن في “تساقط الأمطار دون استشارة مسبقة”. فربما الحل في المستقبل هو توقيع اتفاقية شراكة مع الغيوم، حتى لا تزعج المدينة دون إذن رسمي. وحتى ذلك الحين، على الساكنة أن تستعد لمزيد من المغامرات المائية.. ويفضل أن يتعلم الجميع السباحة، لأن المطر قد يهطل في أي لحظة، لكن التدبير الجيد؟ هذا أمر مستبعد تمامًا!

اقرأ أيضاً: