الرئيسية آراء وأقلام بكار السباعي : المساعدات المغربية لفائدة غزة مبادرة ملكية جديرة بالاقتداء

بكار السباعي : المساعدات المغربية لفائدة غزة مبادرة ملكية جديرة بالاقتداء

6B066E42 F7AB 4E1C 8237 38E87EF46D8D.jpeg
كتبه كتب في 16 مارس، 2024 - 4:09 مساءً

أبدى المغرب الحزم لما يقع من حصار وتنكيل بالفلسطينيين بغزة ،وضل موقفه صارما في تجاه إستهداف المدنيين والمنشآت المدنية ، و تنديده مستمر على ذلك التجاوز غير المسبوق ، للقانون الدولي من قبل إسرائيل ، و إرتكابها جرائم الابادة الجماعية في حق الفلسطينيين .ع
المغرب البلد الذي قدم مرافعة قوية امام محكمة العدل الدولية بخصوص مسطرة طلب الرأي الاستشاري بشأن التبعات القانونية المترتبة عن سياسات وممارسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية والتأكيد على ضرورة إلتزام إسرائيل الفعلي من أجل احترام القانون الدولي والنهوض بالسلام في الشرق الأوسط.
المملكة المغربية اليوم السباقة الى خطوة إنسانية نبيلة وفريدة مساهمة منها في التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني والتي تعكس ذلك الحس التضامني والإنساني المتأصل لملك المغرب حفظه الله وإلتزامه الدائم تجاه القضية الفلسطينية.

لاغرابة في ذلك خاصة لمن يعرفون تاريخ القضية الفلسطينية ودور المملكة التاريخي في الصراع الإسرائيلي العربي و حضورها في المحطات الحاسمة في الملف الفلسطيني ، مند الإعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني سنة 1974 بالرباط ، ودعمها قيام الدوليتين الى حدود حرب 1967 ، وقوفها في حماية وإخراج الراحل ياسر عرفات من حصار بيروت الرهيب .
جاحد اليوم من يبخس او يستصغر جهود المملكة المغربية من أجل فك الحصار المضروب عن ساكنة غزة والتخفيف من معاناتهم الإنسانية عبر مبادرة كريمة تنسجم والتزام الملك محمد السادس نصره الله الدائم تجاه الشعب الفلسطيني ، بنقل المساعدات عن طريق البر من خلال معبر كرم أبو سالم لتسهيل إيصالها بشكل آمن لساكنة غزة المحاصرة .
جاحد ذلك الذي يقلل من مكانة المغرب الدولية ومن دوره الفعال والفعلي و في المكانة التي يحظى بها إقليميا ودوليا بفضل جهود ه في حفظ السلام والأمن الدوليين، وحق الفلسطينيين في الأمن والسلام والاستقرار وحقهم التاريخي في الأرض .
ولا غرابة وجحاد في ذلك إلا جاهل أو حاقد فالحفاظ على حقوق الفلسطينية وحماية القدس الشريف كانت ولازالت من أكبر الاهتمامات للملك محمد السادس بإعتباره رئيس لجنة القدس، الذي لم يتخلى عن مواقفه ومواقف المغرب أبدا حتى في أوج استئناف العلاقات الديبلوماسية والإقتصادية مع إسرائيل .

واهم من يبحث اليوم وامام فشله وعزلته الدولية الإنتشاء بدور البطولة الغائبة عنه منذ زمن طويل مند دس عصابته وسمومه للتفرقة بين أبناء الرحم الواحد بغيرته وحسده لرقي وازدهار جيرانه ، فدعم القضايا الإنسانية لا يكون عن طريق لطم الخدود أو بأساليب الدعاية المدفوعة الثمن ، من إعلام ومنظمات تطرح بضاعتها على قارعة الشارع الدولي لمن يدفع أكثر ، بل يكون بإعداد ما إستطاعت من عدة و دعم ومساعدة لتسهر على وصولها في أمان إلى أفواه المحاصرين .
لقد ضل الموقف المغربي سواء علي المستوي الرسمي او الشعبي يمثل مصدر اعتزاز في دعم القضية الفلسطينية ومناصرة الشعب الفلسطيني يؤكد فعالية لجنة القدس التي يرأسها جلالة الملك .
فجلالة الملك محمد السادس، من خلال عملية المساعدات الإنسانية البرية نحو قطاع غزة وفي أول أيام شهر رمضان جاءت رسالة للمنتظم الدولي لفك الحصار عن الفلسطينيين في غزة والقدس الشريف .
وتعبر عن موقف جلالته تجاه القضية الفلسطينية، بوصفه رئيسا للجنة القدس، وهو بهذه الصفة يقطع الطريق عن كل من يود المساومة بالقضية الفلسطينية، أو الابتزاز بها أو التبخيس من جهود المملكة المغربية ، موقف يشدد في الآن ذاته على أن حل هذا الصراع لن يكون إلا حلا “سلميا” ينتج عن “حوار بناء، ومفاوضات تفضي إلى حل الدولتين”.
فالمغرب يعتبر البلد الوحيد القادر، اليوم، على الإدارة الناجحة للمفاوضات بين الفلسطين والإسرائيليين .

فما أحوج إخواننا في غزة والقدس ، الى مثل المباردة الملكية الجديرة بالإقتداء . مبادرة أثبت للعالم أن المملكة المغربية قادرة على نقل مساعداتها الإنسانية عبر طريق بري غير مسبوق ( معبر كرم أبو سالم )، وإيصالها مباشرة إلى السكان المستفيدين في قطاع غزة المحاصر، على أن له دور فاعل وفعال في الشرق الأوسط، دور إستراتيجي مبني على تأكد المغرب لسياسته ودور الحكيم أتجاه القضية الفلسطينية ، الدور المتميز بالافعال وليس بالأقوال والخطابات السفسطائية ، وعمله الدائم على إحترام الشرعية الدولية في حلحلة الصراع الفلسطيتي -الاسرائيلي خصوصا ، والصراع العربي- الاسرائيلي عموما ، ودون الإخلال بالمبادئ المؤطرة للسياسة الخارجية المغربية.

ذ/الحسين بكار السباعي
محام وباحث في الهجرة وحقوق الإنسان.

مشاركة