الرئيسية آراء وأقلام بعد عرس الربيع وبعد حمية الشتا

بعد عرس الربيع وبعد حمية الشتا

cheni 1
كتبه كتب في 2 فبراير، 2017 - 12:00 صباحًا
كتب: بقلم ذ،، عبد الصمد شني آخر تحديث:

بعد عرس الربيع

بقلم ذ،، عبد الصمد شني

استجم الربيع عافيته، وتجمل واستجمل حتى تكلف الحسن والجمال،،
والجميم الغفير، والجموم الكثير، أشبار في جميش لا نبت فيه يرهق وجوههم قتام وقتر، استرى سراتهم، واستزراه واستخفه، واستزفه السيل الجارف، فاستزاد منه الزاد والمزيد، واستسعده برؤية عرس الربيع،،

رنا إلى رنم رنيم إذا طرب بصوته، وتغنى بحنين العود عند النقر عليه، وبنسيم هواء عليل، رقيق، منعش، لطيف، لين الهبوب،،

والماء الصافي المتمدد يجري ثعابيب،، من كظام ( بضم الكاف) الوادي، والرنقة منه يغلب الطين عليه، فاستزمر استزمارا وتضائل كالهزل،،

ورن الطير وسجع وردد صوته على وثيرة واحدة متفردة، فرنق وخفق بجناحيه ولم يطر، والرنقاء منه جاثمة على بيضها، فوق مطو عنقود من نخلة، غصنه من شقين،،

بينما الجمول أتأمت بنتين، وركبت البحر الرهو، وسارت سيرا سهلا، على ظهر سفينة داروت في مكانها ولم تجر إلا إذا رنقت الشمس وقاربت الغروب،،

وشدت الجمل ( بتسكين الميم) فأراحت رنو من يرنو إلى حديثها ويعجب به، وأرنته وصيرته إليها حتى سكن وجام إلى نياحها العذب النبيل،،

بيد أن السماء في الربيع عرصت، ودام برقها الذي يخشاه صاحب القرص من الطين المحروق، أو مالك صفيحة من حديد تثبت في التنور لينضج عليها الخبز البدوي الأصيل،،

وأنا من كل هذا أشكر الله وأحمده سبحانه الجليل،،

بعد حمية الشتاء

فار التنور الينبوع من المياه الملتهبة الكامنة من فوق الأرض، وغزت أنفة الوادي على سطحها، فيخبر الوسم المعطاء بعام مخضر بارع، والرذاذ الساكن الدائم الصغير القطر يستعرف انتسابا إلى فصل مطير جميل، فأجاد الوابل، وزهى الغيث غزيرا يجلب الخير بعدما يقنط الناس، لتطلع أضبة تكثر في الغداة الباردة، كالسحاب الذي يغشى الأرض مثل الدخان،،

فلا تعترش العناقيد ولا تعلوا ولا تسترسل على العريش، إلا بعد شتاء مطير رائع أبدعه الخالق القهار، فتسوى للماشية عريشا تمنع عنها البرد وتقيها من قساوته،،

والشاعر من كل هذا أطرى الشتاء شعرا ومدحه بأحسن ما فيه، تارة يستحضر المنارة الشمعة ذات السراج، وتارة يصدح بالمنارة المئذنة وضوءها الساطع البراق، وتارة يغرد بالمنارة التي تقام في الموانئ لتهتدي السفن، هكذا يكون الضوء في حمية الشتاء عكس أنفة الصيف،،

فلا تعترس بخليلك في الشتاء، وظل مؤذبا، ففي البدل راحة، وفي الترك راحة، إذن لتكون النتيجة واحدة: لا ترشد من شيم من عاداك…

مشاركة