بقلم..محمد الموستني
مما لا شك فيه أن الإعلام أصبح من أهم المؤشرات المميزة للثورة الديمقراطية التي يشهدها العالم المعاصر، و يؤثر في تفاصيلها الحيوية سواء على المستوى السياسي أو على صناع القرار في عملية الإنتقال من نظام إلى آخر، لذلك تلعب هذه الورقة دور التركيز على وسائل الإعلام في بناء الإنتقال الديمقراطي المنشود.
ونعتبره عبارة عن تطور تاريخي من النظم الشمولية الى نظم الديمقراطية عبر وسائل الإعلام.
إن وسائل الإعلام قد نجحت في توجيهها نحو الموضوعات التي نفكر فيها بٱعتبار أن المعلومات في حد ذاتها ليست سلطة بالأداة المساعدة ومصدرا للتشريع بالنسبة للآخرين وبزمام السلطة باعتبارهم في حاجة ماسة للمعلومات الحديثة وصناعة جماهير واعدة تتجاوب مع ما تقوله الحكومات لمواطنيها. إن وسائل الاعلام تثير جملة من القضايا السياسية فهي بذلك تعمل على توجيه السلطة نحو القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية في إشارة لآليات التحول الديمقراطي.
بهذا فإن الإعلام أصبح يلعب دورا أساسيا في الدول الديمقراطية في العالم وتشكيل المجتمع والتأثير في صناع القرار لتحقيق تحول ديمقراطي ناجح.
وجدير بالذكر أن حرية الإعلام تعد معيارا للديمقراطية الشيء الذي يحدد درجة الإختلاف في الديمقراطية بين دول العالم أو بين التفاوت في درجة الشمولية في الدول غير الديمقراطية مما يدفع الى أخذ الحذر من طرف الدول التي في طريق النمو في تعاملها مع وسائل الإعلام ومحاولات كسب ثقة القائم بالإتصال في النظام الاعلامي.
إن وسائل الإعلام تعد من أهم العوامل المؤثرة في المجتمعات الحديثة بحيث الديمقراطية منها تفتح لها المجال فتعمل بحرية تامة وتلعب دور المراقب والممارس على تصرفات الحكومات والأجهزة التابعة لها عكس الحكومات الشمولية التي تفهم هذه الحقيقة جيدا إلا أنها تبذل كل جهدها لفرض سيطرتها ورقابتها على الاعلام مما يعبر على تخلفها وعدم قدرتها على السير قدما لتحقيق الأهداف المنشودة والانتقال الديمقراطي السليم بناء على معطيات شفافة ومتكاملة. ومن هذا المنطلق يكون التصرف بمنطق التسلط والإستبداد.
إن الإنتقال الديمقراطي لا يمكن أن يتحقق الا بإعلام محترم من طرف أصحاب القرار حتى يتسنى له القيام برسالته النبيلة والأهداف المتوخاة وعلى رأسها اللإنتقال الديمقراطي السليم.
