الرئيسية أحداث المجتمع مغاربة الجيش الإسباني أمام المحاكم العسكرية

مغاربة الجيش الإسباني أمام المحاكم العسكرية

الجيش الاسباني
كتبه كتب في 2 نوفمبر، 2016 - 10:51 مساءً

بدأ الصراع، الذي تحاول قيادة الجيش الإسباني إخفاءه بين الجنود، المنحدرين من أصول مغربية، والضباط الإسبان، يخرج إلى العلن، ليثير جدلا واسعا، وصلت تداعياته إلى ردهات المحاكم العسكرية.

جزء من هذا الصراع سببه استعمال الجنود من أصول مغربية اللهجة المغربية، فيما بينهم في الرد على استفزازات بعض الضباط الإسبان، وهو الأمر، الذي تعتبره قيادة الجيش إخلالا بالانضباط العسكري أمام رؤساء الوحدات العسكرية، علاوة على قلق وتوجس قيادة الجيش الإسباني من ولاء الجنود المتحدرين من المدينتين، المحتلتين، سبتة ومليلية للمغرب، وللملك محمد السادس كأمير للمؤمنين.

وفي هذا الصدد، كشف تحقيق لصحيفة “الباييس” الإسبانية، يوم أمس الأربعاء، أن المحكمة العسكرية الإقليمية بمدينة إشبيلية أصدرت حكما بالسجن سبعة أشهر نافذة في حق جندي من أصول مغربية بتهمة سب ضابط إسباني باللهجة المغربية في ثكنة عسكرية بمدينة سبة المحتلة.

ويشير نص الحكم إلى أن الجندي المغربي “تلفظ في عدة مناسبات في وجه الضابط بكلمات بعبارات نابية باللهجة المغربية.

وفي المقابل، كشف الجندي، المتهم أن ما تلفظ به ليس فيه أي سب، بل شبيه بعبارات تقال كذلك بالإسبانية.

ويتسامح الجيش الإسباني مع الجنود، الذين يستعملون كلمات أقبح ونابية في الأصل، غير أن استعمال “الدارجة” هو ما يزعج الإسبان.

وتوضح شهادات بعض الجنود من أصول مغربية وإسبانية، الذين حضروا المواجهة بين الجندي المغربي والضابط الإسباني، أن هناك صراعا بين الجنود المنحدرين من أصول مغربية، وزملائهم الإسبان، إذ إنهم من بين خمسة شهود، أشار إسبانيان إلى أن المتهم المغربي استعمل كلمات باللغة العربية، لم يستطيعوا فك شفراتها، في المقابل ذهب الجنود من أصول مغربية في شهادتهم إلى أن ما تلفظ به زميلهم ليس سبا، كما حمل جندي من أصول مغربية المسؤولية للجنود، الذين كانوا حاضرين، ولم يتدخلوا لاحتواء الأمر.

وأشار التحقيق إلى أن المشادة الكلامية اندلعت عندما اكتشف الضابط أن الجندي المغربي غادر مركزا للحراسة في فترة مناوبته، في المقابل، أكد الجندي أنه حصل على رخصة من الضابط للذهاب لتناول وجبة الفطور، وهو الشيء الذي نفاه هذا الأخير، قبل أن يتوجه إليه الجندي بالقول: “أنت تبحث عن التسبب لي في مشاكل في الثكنة مع القيادة”.

وقالت مصادر إسبانية، إن قلق قيادة الجيش الإسباني من الجنود، المتحدرين من أصول مغربية، والذين يمثلون 40 في المائة من مجموع الجنود، الموزعين على مختلف الثكنات العسكرية في المدينتين المحتلتين، سبتة ومليلية، هو حفاظ هؤلاء الجنود على ارتباطاتهم الثقافية، والدينية، والعائلية بشكل كبير مع المغرب، الذي يصر على سيادته على الثغرين، كما يعتبرون الملك محمد السادس أميرا للمؤمنين، علاوة على أن الرباط لا تسقط عنهم الجنسية المغربية رغم التحاقهم بالجيش الإسباني، وهو الأمر الذي يرى فيه الإسبان ولاء غير معلن للمغرب.

وأوضحت المصادر ذاتها، أن تزايد انضمام مغاربة سبتة ومليلية للجيش الإسباني، رغم لجوء قيادة الجيش إلى رفض طلباتهم، يرفع من حدة توجس الإسبان، خصوصا أن تسريبات تتحدث عن رفض جنود من أصول مغربية خلال أزمة جزيرة “ليلى” بين المغرب وإسبانيا ما بين 11 و22 يوليوز عام 2002، الامتثال في سبتة ومليلية لبعض أوامر القيادة بالبقاء في الثكنات تحسبا لأي طارئ.

مشاركة