في عالم يتزايد فيه استخدام التكنولوجيا بطرق متعددة، تبرز المخاوف بشأن الخصوصية والأمان الشخصي. إحدى هذه القصص تتعلق بسيدة من الدار البيضاء اكتشفت أن جارها كان يتجسس عليها باستخدام كاميرا درون، مما دفعها للجوء إلى القضاء لحماية حقوقها وخصوصيتها.
بدأت القصة عندما لاحظت السيدة، التي تُقيم في حي راقٍ بالدار البيضاء (فيلا باقامة حدائق المحيط دار بوعزة) بالضبط بجوار الإقامة الخاصة بصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، وجود طائرة درون تحلق بشكل متكرر فوق منزلها. في البداية، لم تعر الأمر اهتمامًا كبيرًا، معتقدة أنها مجرد هواية لأحد الجيران. ومع ذلك، بدأت تشعر بالقلق عندما لاحظت تكرار تحليق الدرون في أوقات معينة وتوجيهها نحو أماكن خاصة من منزلها وحديقتها.
وقد لعبت الصدفة دورا مهما في كشف الجريمة بعدما ارتطمت الطائرة بدون طيار (درون) بأحد الأشجار لتسقط داخل الحديقة ، تبين لها أن الدرون يتم تشغيله من قبل جارها الذي كان يستغل التكنولوجيا للتجسس على حياتها الشخصية وانتهاك خصوصيتها .
شعرت السيدة بالانتهاك والقلق بشأن سلامتها وخصوصيتها، فقررت اللجوء إلى القضاء لحماية حقوقها. فقدمت شكوى رسمية إلى وكيل العام للملك بمحكمة الإستئناف بالدار البيضاء، وأخرى لدى السيد رئيس المحكمة المدنية بالدار البيضاء من أجل التعويض عن الضرر مرفقة بمحضر معاينة و شهادة الشهود وبعض الأدلة التي جمعتها ،حيث تم الاستماع إلى المتضررة من طرف عناصر الدرك الملكي، التي فتحت تحقيقًا في الموضوع. وفي انتظار عودة نتائج الخبرة التقنية على الدرون من مختبر الدرك الملكي، لا تزال الشكاية جارية. ويترقب الجميع استكمال هذه التحقيقات لتحديد المسؤوليات وتسطير المتابعات القانونية اللازمة من طرف النيابة العامة.
مما سيؤدي إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضد الجار بتهمة انتهاك الخصوصية والتجسس غير القانوني واستعمال كامبرة درون بدون ترخيص .
هذه القضية اثارت استنكارا واسعًا لدى ساكنة وجيران المشتكى به، حيث تمثل الحادثة تذكيرًا مهمًا بضرورة وعي الناس بالمخاطر المحتملة للتكنولوجيا الحديثة. دفعت هذه الواقعة العديد من السكان إلى التفكير في تعزيز إجراءات الأمن والخصوصية في منازلهم والتأكد من عدم تعرضهم للتجسس أو انتهاك الخصوصية.
كما تظهر الحادثة أهمية اليقظة واتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية الخصوصية، وكذلك الدور الحاسم للقضاء في حماية حقوق الأفراد ومعاقبة المخالفين.
