بقلم:عبد السلام اسريفي/رئيس التحرير
استطاع النظام الجزائري،أن يغسل دماغ الرئيس التونسي قيس سعيد، خلال زيارته الأخيرة للجزائر،فأظهر في خرجاته الاعلامية تحولا خطيرا في مواقفه اتجاه مجموعة من القضايا الاقليمية، ما جعل الكثير من المتتبعين التونسيين يعتبرون أن رئيسهم يتبع النظام الجزائري ويتبنى مواقفه، محذرين من عواقب ذلك، على تونس مستقبلا، وخوفا من ان تصبح تونس ولاية جزائرية كما سبق وأن قال ذلك مسؤول جزائري.
وفعلا، لم يستطيع قيس سعيد الانتظار طويلا، فعلى هامش القمة الثامنة لمنتدى التعاون الياباني الإفريقي (تيكاد)، وضدا على اليابان ،استقبل رئيس تونس زعيم ميليشيات “البوليساريو” وخصص له مراسيم رسمية في توجه عدائي نحو المملكة،وهو ما اعتبره المغرب ،عمل يسيء بشكل عميق إلى مشاعر الشعب المغربي، وقواه الحية، وقرر بالتالي عدم المشاركة في القمة واستدعاء سفيره بتونس للتشاور.
وربما المغرب كان ينتظر هذا التحول،في ظل العلاقة المشبوهة التي باتت تجمع العسكر الجزائري بقيس سعيد، الاستاذ الجامعي،الذي كان من المفروض أن يكون على دراية بما يقع في المنطقة،ومنصفا في أحكامه،عوض الانسياق وراء أحلام البوليساريو والجنرالات، مقابل وعود لن تتحقق أبدا ،من نظام يجوع شعبه،ويقدم الدعم لحركة خلقت ميتة.
وبهذا الفعل الاحادي الجانب، يكون قيس سعيد،قد أدخل العلاقات المغربية التونسية في متاهة خطيرة،ستنعكس سلبا على جل القطاعات، وبالتالي، سيكون على قيس سعيد إقناع حلفاء المغرب؛ العرب والخليجيين والاوربيين والامريكان وروسيا والصين بقراره هذا،الذي أكيد سيكون له ما بعده، في المستقبل القريب.
