الرئيسية أحداث المجتمع … انهيار جدار بسبب الامطار الاخيرة بزاكورة يؤدي بحياة فتاة في الخامسة من العمر

… انهيار جدار بسبب الامطار الاخيرة بزاكورة يؤدي بحياة فتاة في الخامسة من العمر

IMG 20180820 WA0081.jpg
كتبه كتب في 20 أغسطس، 2018 - 4:39 مساءً

 

بقلم: عبد القادر السباعي
صوت العدالة

..بدوار اخلوف بمدينة زاكورة…رحلت عنا قبل يوم ، تلك التي لم تغادر الابتسامة محياها رغم ماعاشته من وضيق اليد مع اسرتها الصغيرة ، في البيت لا حديث اليوم عن ملابس العيد… فالمكان بدونها صار بلا معنى..
منذ حوالي اسبوع .. لم يكن يشغل بال الاسرة إلا تلك الشقوق التي نحتها الزمن ..فبدت ثريا ترصع سقف البيت بكامله.. الطفلة في الخامسة، كانت تنظر الى المطر بعين التمني.. لكنها بالمقابل تخاف أن يحل الشتاء فتعبث قطراته بشقوق قصرها..
يومها تراكمت الغيوم كالطيف ، وامتلأت السماء بالسحب الكثيفة رغم الصيف .. والشقوق لا تزال في مكانها لم تغادره.. لأنها الشاهدة الألف بعد المائة على الظلم والحيف. ومع ساعات الليل الأولى.. فالليل له اول وآخر، لكن الليلة ستطول حتى بعد ان تسطع الشمس.. هطل المطر بغزارة.. فاختبأ الجميع في منازلهم، .. المسؤول في مدينتها احتمى بالمبنى، ذاك الذي وفرته له الدولة من مال الفقراء ليرعى مصالحهم، وييسر أمر الأرملة العاجزة المنتظرة في طابور الصفوف .. والطفلة التي حلمت يوما ان يصلح اباها شقوق قصرها.. لكن المسؤول في المدينة لم يقدر الظروف.
.. هو حلم وانتهى .. لتستيقظ الطفلة وقد بدأ ينزاح سقف البيت من غزارة المطر ، نظرت الطفلة إلى أمها نظرة حائرة، كيف يعقل ان تبتل ثيابهما بماء السماء، أليس من الأجدر ان يوفر المسؤول رخصة الاصلاح لهذا الفناء؟ … لم تنهي الأم سؤالها .. ونحن لم نعد نحتاج الى اجابة، فسؤالها صار في حكم كان، لقد سقط الجدار على الطفلة وحل البلاء.. وكان ما كان …
ترى ماذا يفعل الفقراء الذين ليس لهم غير الفناء حين ينزل عليهم المطر؟ هو قدر الله نرفعه للسماء، .. الطفلة رحلت لكنها قبل الرحيل كتبت على المحيى وصية تقول ان موتها شرف اكيد، وانها لكرامة اهلها راحت تستعيد ..
وتنذرنا انها غدا ستمطر، وانها تخاف علينا ان تعبث قطراته بشقوق قصرنا .. فأخرجوا مسؤول المدينة من المبنى.

مشاركة