بعد سنوات طويلة من الإغلاق والتأجيلات، يشهد مستشفى ابن طفيل بمدينة مراكش انطلاق الأشغال لتشييد وتهيئة قسم المستعجلات، إلى جانب بناء مركز للطب الفيزيائي وإعادة التأهيل الوظيفي، في خطوة تهدف إلى تعزيز البنية التحتية الصحية بالمدينة.
وتأتي هذه المبادرة بعدما تعذر ترميم البناية القديمة لقسم المستعجلات بسبب وجود تشققات خطيرة بالأعمدة والروافد والأرضيات، ما دفع المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس إلى هدم المبنى بالكامل وإعادة تشييده تفاديًا للمخاطر المحتملة على المرضى والأطر الطبية.
وكان إغلاق قسم المستعجلات قد أثار استياءً كبيرًا في صفوف الأطر الطبية والتمريضية، حيث عانوا من ضغط متزايد واضطرارهم لتقديم خدماتهم الاستعجالية بمستشفى الرازي والعمليات الجراحية بمستشفى ابن طفيل، رغم المسافة البعيدة بين المؤسستين، مما تسبب في ارتباك واضح على مستوى الخدمات الصحية المقدمة.
وأكد الوزير السابق للصحة، في وقت سابق، أن صيانة وتأهيل البناية القديمة أظهرت مشاكل تقنية معقدة، مما دفع إلى الاستعانة بخبرات هندسية خلصت إلى ضرورة الهدم والبناء من جديد. هذه الخطوة تأتي ضمن خطة شاملة لتحسين ظروف استقبال المرضى وضمان سلامتهم وراحة الأطر الصحية.
ويعتبر متابعو الشأن المحلي أن تشييد مستعجلات مستشفى ابن طفيل يشكل خطوة نوعية في تأهيل المنظومة الصحية بمدينة مراكش، خصوصًا مع استضافة المدينة لتظاهرات دولية وقارية كبرى مستقبلاً، مثل كأس إفريقيا وكأس العالم. وستساهم هذه المنشأة الجديدة في تخفيف الضغط الكبير على مستعجلات مستشفى الرازي، والارتقاء بجودة الخدمات الصحية المقدمة للساكنة والزوار على حد سواء.