صوت العدالة: محمد زريوح
عقدت الوكالة الحضرية للناظور-الدريوش-جرسيف، صباح يوم الأربعاء 23 أبريل 2025، دورتها السادسة عشرة للمجلس الإداري بمقر عمالة الناظور، تحت رئاسة المفتش العام لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة. وقد حضر اللقاء عدد من عمال الأقاليم الثلاثة المعنية، إلى جانب ممثلين عن عدة قطاعات حكومية ومنتخبين محليين، ما أضفى على الجلسة طابعًا رسميًا وحيويًا.
استعراض حصيلة إنجازات الوكالة خلال 2023 و2024
شهد الاجتماع بداية استعراض حصيلة عمل الوكالة خلال السنتين الماضيتين (2023-2024)، حيث قدمت الإدارة تقريرين أدبي ومالي عرضا أبرز الإنجازات التي حققتها الوكالة على مستوى التعمير، وتخطيط المجالات الحضرية والقروية. وكان من بين هذه المنجزات تسريع إعداد وثائق التعمير في عدة مدن وقرى، بالإضافة إلى مشاريع كبيرة لتحسين البنية التحتية في المناطق المستهدفة.
المصادقة على التقريرين الأدبي والمالي
تمت المصادقة على التقريرين الأدبي والمالي بعد مناقشتهما بشكل تفصيلي، حيث أبدى أعضاء المجلس الإداري ارتياحهم للمجهودات التي بذلتها الوكالة في فترة عملها الأخيرة. وقد تم التأكيد على أن النجاح المحقق جاء نتيجة لعمل جماعي مشترك بين مختلف الفاعلين المحليين والإداريين، فضلًا عن الدعم المستمر من الوزارة الوصية.
عرض برنامج العمل لسنة 2025 وخطة العمل التوقعية 2025-2027
كما تم استعراض برنامج العمل الخاص بسنة 2025، والذي يركز على استكمال المشاريع التي بدأتها الوكالة في العامين السابقين. وتم التأكيد على أهمية الخطة التوقعية التي تمتد إلى سنة 2027، والتي تتضمن مشاريع واعدة لتحسين بنية المدن والأرياف، وتحقيق تنمية مستدامة تلبي احتياجات الأقاليم الثلاثة في المستقبل.
جمال الشعراني: ضرورة التنسيق ودعم المشاريع التنموية
في كلمته الافتتاحية، أكد جمال الشعراني، المفتش العام بوزارة إعداد التراب الوطني، أن الاجتماع ينعقد في ظل مرحلة حاسمة للمملكة، حيث تتزامن مع الأوراش التنموية الكبرى التي أطلقها الملك محمد السادس. وأشار إلى أن هذه التحولات تفرض على جميع الفاعلين في قطاع التعمير والإسكان التعاون من أجل دعم الاستثمار وخلق فرص الشغل، مشددًا على ضرورة تحسين البنى التحتية والخدمات الأساسية في الأقاليم المعنية لتعزيز جاذبيتها.
لهبيل: استراتيجية مجالية شاملة لتلبية احتياجات الجهة
من جانبه، أشار السيد لهبيل، مدير الوكالة، إلى أهمية اعتماد استراتيجية مجالية شاملة تأخذ بعين الاعتبار تطورات الجهة ومتطلباتها التنموية. وأكد على ضرورة تطوير وتفعيل وثائق التعمير في المناطق القروية، وتوفير الدعم التقني والمعماري من خلال الشراكات مع الوزارة المعنية، وذلك في محاولة لتجاوز التحديات الميدانية التي تواجهها بعض المناطق ذات الإمكانيات المحدودة.
مواصلة العمل على تحسين التعمير في المجال القروي
في هذا السياق، أشاد الحضور بالجهود المستمرة للوكالة في تأطير العمران بالمجال القروي رغم محدودية الموارد. حيث تم الإعلان عن إطلاق برامج جديدة لتوسيع شبكة التعاون مع السلطات المحلية والمنظمات غير الحكومية، بهدف نشر ثقافة التخطيط الحضري في القرى وتحفيز السكان على المشاركة في عمليات التخطيط والتنمية.
أهمية التسريع في البت في ملفات التعمير
خلال المناقشات، شدد المشاركون على ضرورة تسريع البت في ملفات التعمير لتشجيع الاستثمار في المنطقة، مشيرين إلى أن تأخير الإجراءات يمكن أن يؤدي إلى فقدان فرص استثمارية كبيرة. كما تم التأكيد على ضرورة وضع آليات فعالة لتحفيز القطاع الخاص على المشاركة في المشاريع التنموية، من خلال تبسيط الإجراءات وتقديم حوافز تحفز على الاستثمار في المنطقة.
التوافق المؤسساتي: عامل أساسي لتجاوز التحديات
وفي ختام أشغال الدورة، دعا المفتش العام إلى تكريس التوافق المؤسساتي بين مختلف الأطراف المتدخلة في عملية التدبير الحضري. وأكد على أهمية ضمان توازن بين احترام القوانين المتعلقة بالتعمير، ومتطلبات الجمالية والسلامة، وذلك لتحقيق بيئة حضرية مريحة وآمنة للمواطنين.
ختام الدورة ودعوات للمزيد من التفاعل والابتكار
واختتمت الدورة السادسة عشرة للمجلس الإداري بتأكيد جميع الحاضرين على ضرورة المزيد من التفاعل بين الإدارات المحلية والجهوية، وكذلك تكثيف الجهود الابتكارية في تخطيط المشاريع التنموية. وقد تمت الدعوة إلى مزيد من التعاون بين مختلف الهيئات الحكومية والجماعات المحلية، بهدف تسريع عملية التنمية المستدامة في أقاليم الناظور والدريوش وجرسيف، والعمل على تحسين جودة الحياة للسكان في جميع هذه المناطق.