الوقاية خير من العلاج، جملة دارجة يرددها أي لسان، غير أنه على أرض الواقع ليس لهذه الجملة محل بالإعراب في قواميس السادة المسؤولون، خاصة داخل القطاع الصحي.
في الوقت الذي تكبدت الدولة والشعب خسائر مهولة نتيجة تقديم العلاج لكل المصابين بفيروس كورونا وتقديم الدعم للمتضررين من الجائحة والفاتورة تزداد من وقت لآخر، فإن بعض المسؤولين بدل السعي لتفعيل آليات الوقاية، راحوا يعبثون بحياة الناس، تاركين يد الإهمال تفترس المرضى والأصحاء.
النفايات الطبية بمجرى مائي بمدينة اليوسفية جريمة إنسانية وبيئية وصورة ماثلة لأوجه الإهمال داخل القطاع الصحي ببلادنا (رغم الزواق والمكياج) أدوية مستعملة ومنتهية الصلاحية، عبوات المحاليل، الحقن المستعملة، أكياس الدم الملوثة، بقايا الأنسجة ملقاة فى الشوارع….. صور تختزل قصة فشل النظام الصحي والرقابي وتطبيق كل القوانين. وتنذر حالة الفوضى هذه وتداخل الصلاحيات بين وزارات الداخلية والصحة والبيئة بتفاقم المشكلة.
