صوت العدالة : محمد زريوح
بعد انتشار خبر وفاة نزيل يعاني من ضيق التنفس داخل السجن المحلي بسلوان، شرع موقع “صوت العدالة” في تحقيق شامل لكشف الملابسات الحقيقية وراء هذه المأساة، وذلك وفق مصادر خاصة داخل المؤسسة وخارجها.
المعطيات التي حصل عليها التحقيق أكدت أن النزيل، الذي ينحدر من مدينة زايو، دخل السجن قبل حوالي عشرة أيام بتهمة تتعلق بشيك بنكي بدون رصيد، لكنه في الواقع كان ضحية عملية نصب أدت إلى توقيفه. وبعد دخوله، طلب النزيل من إدارة السجن وضعه ضمن قسم خاص بالمرضى نظراً لمعاناته من ضيق في التنفس، ورغبته في الابتعاد عن المدخنين الذين يؤثر دخانهم على حالته الصحية.
إلا أن إدارة السجن، وفق المصادر، رفضت هذا الطلب بحجة عدم تقديم النزيل للوثائق الطبية التي تثبت حاجته لذلك، وطلبت منه الانتظار لفترة غير محددة قبل إجراء الفحص الطبي اللازم، ما أدى إلى تعرضه لأجواء ملوثة بالدخان بشكل يومي، وتدهور حالته الصحية بشكل سريع.
وفاة هذا النزيل ليست حادثاً عابراً، بل تعبير واضح عن خلل كبير في سياسة إدارة السجن المحلي بسلوان التي تتجاهل بشكل صريح حاجات النزلاء المرضى، وتفرض عليهم ظروف احتجاز تعيق حقوقهم الصحية والإنسانية.
ويطالب حقوقيون الجهات المختصة بفتح تحقيق فوري وشفاف، ومحاسبة المسؤولين عن هذا الإهمال، مع ضرورة تعديل سياسة الاحتجاز داخل السجون لضمان فصل المرضى عن المدخنين وتوفير الرعاية الطبية الفورية لهم.
هذه المأساة تسلط الضوء على واقع صادم يعيش فيه كثير من النزلاء داخل المؤسسات السجنية، وتؤكد الحاجة الملحة لإصلاح جذري يحترم كرامة الإنسان ويصون حياته.